الذهب: بين الرمزية والاستثمارية

 

الذهب كأصل استثماري

يعتبر الذهب منذ القِدَم ملاذًا آمنًا للاستثمار، وخاصة في الأوقات التي تشهد فيها الأسواق المالية تقلبات أو اضطرابات اقتصادية. وعلى الرغم من هذا، يعبر بافيت عن رؤيته بأن الذهب، على الرغم من رواجه، ليس من الأصول الاستثمارية المثلى وذلك لعدة أسباب.

 

العيب الأول: الفائدة المحدودة

أحد الانتقادات الرئيسية التي وجهها بافيت للذهب هو أنه ليس ذا فائدة كبيرة. صحيح أن الذهب يُستخدم في بعض التطبيقات الصناعية، مثل الإلكترونيات والطب، وأيضًا في صناعة المجوهرات والزخارف. لكن بالنظر إلى الطلب العالمي، نجد أن تلك الاستخدامات ليست واسعة بما يكفي لامتصاص كمية الإنتاج الجديدة من الذهب. وبالتالي، يبقى الطلب على الذهب محدودًا وغير قادر على تحقيق توازن مع العرض.

 

العيب الثاني: عدم التوالد أو التراكم

العيب الثاني الذي أشار إليه بافيت هو أن الذهب لا يتكاثر. بمعنى آخر، إذا قمت بشراء أوقية واحدة من الذهب واحتفظت بها للأبد، ستظل تمتلك نفس الأوقية دون أي زيادة. لا يوجد أي تولد للعوائد أو دخل مستدام من الاستثمار في الذهب كما هو الحال في الأسهم أو العقارات. الأصول مثل الأسهم تُدِرُّ أرباحًا وتوزيعات نقدية، والعقارات تحقق دخلاً من الإيجارات. بينما الذهب يبقى خاملاً بلا إنتاجية مالية.

 

الاستنتاج

من هذا المنطلق، يُظهر وارين بافيت أن الذهب، رغم قيمته التاريخية ورمزيته، ليس الخيار الأفضل بالنسبة لمن يسعى لاستثمار ينتج دخلاً مستدامًا أو نموًا في القيمة. في مقابل ذلك، يفضّل بافيت الاستثمار في الأصول التي تمتلك القدرة على تحقيق عوائد مستمرة وتنمية رأس المال بمرور الوقت.

بهذا الفكر، يقدم بافيت نقدًا موضوعيًا ومنطقيًا للذهب كأداة استثمارية، مؤكدًا على أهمية النظر إلى العوائد المستدامة والنمو عند اتخاذ قرارات الاستثمار.

شارك المقال مع أصدقائك

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram

Leave a Reply