تقييم دور الذهب في النظام الاقتصادي العالمي

 

التقييم النقدي لدور الذهب في النظام الاقتصادي العالمي

يمثل الاقتباس الشهير لوارن بافيت عن الذهب نظرة نقدية لتقييم دور الذهب في النظام الاقتصادي العالمي. سنقوم بإلقاء نظرة عميقة على هذه الحكمة البسيطة ولكن العميقة والتي تعكس رؤيته حول قيمة وأهمية هذا المعدن النفيس.

 

التعامل غير المنطقي مع الذهب

بافيت يعبر عن دهشته من العملية المعقدة وغير المنطقية التي يقوم بها البشر في التعامل مع الذهب. يبدأ استخراج الذهب من باطن الأرض، غالبًا في أماكن بعيدة مثل إفريقيا. يتم بذل جهد كبير واستثمار موارد ضخمة للوصول إليه: حفر الأرض، تشغيل الآلات، وتوظيف العاملين. بعد ذلك، يُذاب الذهب ويُشكل إلى سبائك أو عملات. الإثارة لا تتوقف هنا؛ إذ تعود البشرية لحفر حفرة أخرى لدفن هذا الذهب المُذاب بحرص شديد في خزائن محصنة. وكأن العملية بأكملها لا تكفي، يضاف إلى هذه الصورة مضيعة إضافية: دفع الأموال لتوظيف حراس ليقفوا حول الذهب لحراسته.

 

قيمة الذهب بالنسبة لبافيت

يبدو أن بافيت يريد تسليط الضوء على المفارقة الكبيرة في هذه العملية. فإذا تأمل أي كائن من كوكب آخر هذه المشاهد، سيستغرب من هذا الجنون الظاهر في تصرفات البشر. يرى بافيت أن الذهب، في حد ذاته، لا يمتلك أي قيمة حقيقية أو “فائدة اقتصادية” ملموسة. بمعنى آخر، الذهب لا يقدم إنتاجية ولا يُستخدم في أشياء تكمل حياة البشر بطريقة مباشرة ومرئية. إنما يستمد قيمته فقط من القبول الاجتماعي والاقتصادي بأنه شيء ذو قيمة.

قد يكون هذا النقد من بافيت متأثراً بفلسفته الاستثمارية التي تعتمد على البحث عن القيمة الحقيقية في الأصول، مثل الشركات التي تنتج سلعاً أو خدمات مفيدة وتعزز النمو الاقتصادي الحقيقي. فمن منظور بافيت، الاستثمار في الذهب يعد شكلًا من أشكال التخزين الخامل للثروة، بعيداً عن الأنشطة الاقتصادية المنتجة.

باختصار، يعبر الاقتباس عن رؤية ناقدة لتوجهات البشر في التعامل مع الذهب كمخزون للقيمة، بعيداً عن الفوائد الاقتصادية الحقيقية. لعل، هذا يفتح المجال للمزيد من التأمل والتفكير في كيفية توجيه الموارد والجهود نحو ما يعود بالنفع العملي والملموس على المجتمع والاقتصاد العمومي.

شارك المقال مع أصدقائك

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram

Leave a Reply