اختر عاداتك جيدًا؛ ربما تكون العادة هي أقوى أداة في صندوق أدوات عقلك.

قال راي داليو، المستثمر الأمريكي الشهير والفاعل في مجال الأعمال الخيرية: “اختر عاداتك جيدًا. ربما تكون العادة هي أقوى أداة في صندوق أدوات عقلك”. العادات هي سلوكيات نكررها بانتظام وبشكل تلقائي. إنها متأصلة بعمق في أدمغتنا ولها تأثير قوي على حياتنا اليومية. في هذه المقالة، سوف نستكشف قوة العادات، سبب أهميتها، وكيفية اختيار العادات الإيجابية وتطويرها.
 

قوة العادات

تأثير العادات قوي لأنها تساعد أدمغتنا فيما يخص الحفاظ على الطاقة. بدلا من اتخاذ قرارات واعية حول كل إجراء نتخذه، تشكِّل أدمغتنا عادات لإتمام مهامنا الروتينية. تحرِّر العادات النطاق الترددي العقلي mental bandwidth، مما يسمح لنا بالتركيز على مهام أكثر تعقيدا. العادات لها أيضا تأثير قوي على السلوك. تُظهر الأبحاث أن العادات يمكن أن تؤثر على قراراتنا، حتى عندما لا نكون مدركين لها بوعي.
 

أهمية العادات

يمكن أن تؤدي العادات إلى النجاح أو الفشل في الحياة. يمكن أن تؤدي العادات الإيجابية مثل ممارسة الرياضة بانتظام، تناول الطعام الصحي والحفاظ على علاقات جيدة إلى حياة أكثر سعادة وإشباعًا. من ناحية أخرى، يمكن أن يكون للعادات السيئة مثل التدخين، اللامبالاة والإفراط في تناول الطعام تأثير سلبي على صحتنا، إنتاجيتنا وجودة علاقاتنا.

على سبيل المثال، وجدت دراسة نُشرت في مجلة Health Psychology أن الأشخاص الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا منتظمًا لديهم مستويات أعلى من الرضا عن الحياة والسعادة. وُجدت دراسة أخرى نُشرت في مجلة الطب السلوكي أن الأشخاص الذين مارسوا تأمل اليقظة يتمتعون بمهارات أفضل في إدارة الإجهاد ومستوى عالي من الرفاهية الاجتماعية.
 

تطوير العادات الإيجابية

تطوير عادات إيجابية في الحياة هو عامل أساسي لتحقيق النجاح. تتضمن عملية تطوير العادات الإيجابية العمل على تحسين الممارسات اليومية عبر تعزيز اليقظة والمثابرة والعمل الجاد. اتّبِع هذه الخطوات لتطوير عادات إيجابية:

  • حدِّد العادات التي تريد تطويرها وافهم أهميتها بالنسبة لك. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في تطوير عادة ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فتعرّف على الفوائد الصحية أو الشعور بالإنجاز الذي ستشعر به بعد التمرين.
  • ضع خطة وحدد أهدافًا قابلة للتحقيق. ابدأ بخطوات صغيرة وسرِّع الوثيرة تدريجيًا. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في تطوير عادة ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فابدأ بالمشي لمدة 10 دقائق يوميًا وقم بزيادة مدة وشدة التدريبات تدريجيًا.
  • المثابرة هي مفتاح النجاح. مارس عادتك الجديدة بانتظام حتى تصبح تلقائية. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في تطوير عادة التأمل بشكل منتظم، فابدأ ببضع دقائق كل يوم وقم بزيادة مدة تأملك تدريجيًا.
  • من خلال العمل عبر خطوات واضحة ومدروسة، يمكنك تطوير عادات إيجابية يمكن أن تؤدي إلى النجاح على المدى الطويل. تذكر أن تعتمد على المثابرة والعمل الجاد لتحقيق النتيجة المرجوة.

 

التخلص من العادات السيئة

يتطلّب التخلص من العادات السيئة اتباع مقاربة استراتيجية. اتّبع هذه الخطوات للقضاء على العادات السيئة بشكل فعال:

  1. تعرّف على المحفزات التي تؤدي إلى هذه العادة. على سبيل المثال، إذا كنت تميل إلى الإفراط في تناول الطعام عندما تكون متوترًا، فيمكنك عند إذن تحديد هذه المواقف العصيبة كمحفز لعاداتك وتجنبها.
  2. استبدل العادة السيئة بأخرى إيجابية. على سبيل المثال، إذا كنت تميل إلى الإفراط في تناول الطعام عندما تكون متوترًا، يمكنك استبدال هذه العادة بنشاط لتخفيف التوتر مثل التأمل أو ممارسة الرياضة.
  3. أحط نفسك بأشخاص داعمين يمكنهم مساعدتك على البقاء على المسار الصحيح. يمكن أن يكون أمرًا مفيدًا الانضمام إلى مجموعة دعم أو الاستعانة بصديق ليحاسبك على تطوير عادتك.
  4. مارس التأمل لتصبح أكثر وعيًا بأفكارك وسلوكياتك.
  5. احتفل بنجاحاتك، مهما كانت صغيرة. اعلم أن تغيير العادات عملية مستمرة وطويلة وأن الانتكاسات أمر طبيعي. ركِّز على التقدم وليس إنشاد الكمال ولا تكن قاسيا مع نفسك.

 

أمثلة أخرى

فيما يلي بعض الأمثلة على العادات الإيجابية وفوائدها:

  • الحصول على قسط كافٍ من النوم: يحسِّن المزاج والتركيز والإنتاجية.
  • الشكر على النعمة: يحسِّن رفاهية الفرد وعلاقاته الاجتماعية.
  • القراءة بانتظام: توسِّع المعرفة وتعزِّز الإبداع.
  • شرب كمية كافية من الماء: يحسِّن الأداء البدني والمعرفي.
  • العمل على العناية بالذات: يساهم هذا المعطى في تقليل التوتر وتحسين الصحة العامة.

 

أبحاث أخرى

فيما يلي بعض الدراسات الأخرى التي تسلط الضوء على قوة العادات:

  • وجدت دراسة نشرت في المجلة الأوروبية لعلم النفس الاجتماعي أن تكوين عادة جديدة يستغرق 66 يومًا في المتوسط.
  • وجدت دراسة نشرت في مجلة سيكولوجية المستهلك أن الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم “أشخاص صباحيين” كانوا أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات صحية مثل ممارسة الرياضة.
  • وجدت دراسة نشرت في المجلة البريطانية لعلم النفس أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات خفيفة باستمرار كانوا أكثر عرضة لتناول وجبات غير صحية.
  • وجدت دراسة نُشرت في مجلة علم النفس التطبيقي أن الأشخاص الذين لديهم نوايا تنفيذ محدّدة، أو خططًا جاهزة للوقت والمكان الذين يودّون فيه أداء سلوك ما، كانوا أكثر عرضة لمتابعة هذا السلوك.

 

خاتمة

في الختام، يمكننا القول أن العادة هي أقوى أداة في صندوق أدوات عقلنا. يمكن أن يؤدي اختيار العادات الإيجابية وتطويرها إلى حياة أكثر سعادة وإشباعًا، في حين أن التخلص من العادات السيئة يمكن أن يحسِّن الصحة والرفاهية العامة للفرد. من خلال ممارسة التأمل والعمل على تحسين عاداتنا بجد ومثابرة، يمكننا تسخير قوة العادات لخلق الحياة التي نريدها.

شارك المقال مع أصدقائك

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram

Leave a Reply