تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية والنجاح الذاتي

 

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تقدير الذات

في عالم حيث وسائل التواصل الاجتماعي تزداد فيه تأثيرها يوماً بعد يوم، يسعى الكثيرون إلى مشاركة نجاحاتهم وإظهار إنجازاتهم للحصول على تأييد وإعجاب الآخرين. يبدو أن هذه الممارسات أضحت شائعة، لكن هل تعكس فعلاً الصحة النفسية والنجاح الحقيقي للفرد؟ هنا يأتي قول الفيلسوف والكاتب نسيم نيكولاس طالب: “إذا كنت بحاجة إلى الآخرين كي تعرف بأنك تُبلي بلاءً حسنًا، فأنت لا تُبلي بلاءً حسنًا.”

 

تقدير الذات الداخلي مقابل التوكيد الخارجي

يشير طالب هنا إلى فكرة أن الاعتماد على التوكيد الخارجي لتقدير الذات يؤدي إلى ضعف جوهري في الشعور بالرضا الذاتي والنجاح. إذا كان الشخص بحاجة دائمة لاعتراف الآخرين بإنجازاته، فإن هذا يعكس نقصًا في ثقته بنفسه. الرضا الحقيقي ينمو من الداخل، وهو شعور يتحقق عندما يكون الفرد مقتنعًا بأنه يبلي بلاءً حسنًا بناءً على معاييره وقيمه الشخصية، وليس على آراء الآخرين.

 

ثبات التقدير الذاتي الداخلي

بالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد على رأي الآخرين لبناء تقدير الذات يمكن أن يكون غير مستقر، لأن آراء الناس متقلبة وغير موثوقة. قد يقدم المجتمع إعجابًا مؤقتًا أو ينتقد بحدة، وفي النهاية، يصبح من المستحيل إرضاء الجميع. وبالتالي، يكمن الحل في بناء نظام داخلي قائم على القيم الشخصية والإنجازات الفردية الحقيقية التي لا تحتاج إلى تأكيد من الآخرين.

 

تأثير البحث عن التأييد الاجتماعي على الصحة النفسية

في سياق أعمق، يمكن أن يكون للسعي الدائم للتحقق الاجتماعي تأثير سلبي على الصحة العقلية. يمكن أن يقود إلى اضطرابات القلق والاكتئاب بسبب الضغط المستمر للحفاظ على صورة مثالية أمام الجمهور. إذا تمكن الفرد من التحقق من نفسه والإيمان بإمكانياته وقدراته، فإنه سيكون أقل عرضة لهذه الاضطرابات النفسية.

 

نهاية البحث: النجاح الحقيقي وتقدير الذات

إن جوهر النجاح الحقيقي هو في قدرة الفرد على الاستمتاع بما حققه دون الحاجة إلى التباهي أو البحث عن التأييد. إنه شعور بالسلام الداخلي والرضا الذاتي، ينبع من العمل الجاد والتفاني في تحقيق الأهداف الشخصية بعيدًا عن ضوضاء التقييم الخارجي.

 

ختاماً

في النهاية، تذكر قول نسيم نيكولاس طالب: راحة البال والنجاح الحقيقي يأتيان من الداخل، من تقديرك لذاتك وإنجازاتك وليس من تصفيق الآخرين لك. عندما يصل الفرد إلى هذه المرحلة من القناعة الداخلية، يمكنه القول بثقة إنه يبلي بلاءً حسنًا حقًا.

شارك المقال مع أصدقائك

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram

Leave a Reply