تنوع المحفظة الاستثمارية: أهمية وسيلة لتحقيق الاستقرار العالمي

 

تنوع المحفظة الاستثمارية

 

في تصريح له، أشار الاقتصادي المعروف محمد العريان إلى حقيقة مهمة تتعلق بتنوع المحفظة الاستثمارية العالمية، حيث قال: “أغلب النّاس غير مُعرّضين بما فيه الكفاية للأصول العالمية، بما في ذلك الأسهم، السّندات، والعملات الأجنبية”. هذا التصريح يحمل في طياته الكثير من الأهمية والدلالات التي تجدر بنا التوسع فيها لفهم أعمق للواقع الاستثماري العالمي.

 

دور تنوع المحفظة الاستثمارية

 

تنوع المحفظة الاستثمارية يُعتبر من المبادئ الأساسية لإدارة المخاطر في عالم الاستثمار. فعندما يركز المستثمرون على الأصول المحلية فقط، فإنهم بالتالي يعرضون أنفسهم لمخاطر أكبر تتعلق بالاقتصاد المحلي وظروف السوق الداخلية. بمعنى آخر، إذا حدث تدهور في الاقتصاد المحلي أو في سوق الأسهم المحلية، فإن محفظتهم الاستثمارية ستكون في خطر كبير. ولهذا، يُعتبر تنويع الاستثمار جغرافياً وسيلة فعّالة لتخفيف هذه المخاطر.

على سبيل المثال، الأسهم والسندات والعملات الأجنبية تمثل فرصاً ممتازة لتوسيع نطاق التعرض للأسواق العالمية. الأسهم العالمية تتيح للمستثمرين الفرصة للاستفادة من النمو الاقتصادي في الدول الأخرى، والتي قد تكون أسرع نمواً وأكثر استقراراً من الاقتصاد المحلي. من جهة أخرى، فإن السندات العالمية توفر دخلاً ثابتاً وتعد وسيلة ممتازة لتحقيق التوازن في المحفظة الاستثمارية، خاصةً في ظل تقلبات الأسواق.

أما العملات الأجنبية، فتمثل هي الأخرى جانباً مهماً من التعرض للأصول العالمية. على الرغم من أن تداول العملات يمكن أن يكون أكثر تعقيدًا ويحتاج إلى فهم أعمق للسوق وللقوى الاقتصادية المؤثرة، إلا أنه يوفر فرصًا لتحقيق أرباح جيدة من خلال فروقات أسعار الصرف والفوائد.

 

فوائد تنوع المحفظة عالميًا

 

هناك أيضًا فوائد إضافية لتنوع المحفظة عالميًا؛ فالتعرض للأسواق العالمية يتيح للمستثمرين توزيع المخاطر المرتبطة بالعوامل السياسية والاقتصادية الخاصة بكل دولة. بعبارة أخرى، الأزمات المحلية في دولة ما قد لا تؤثر بشكل كبير على المحفظة إذا كانت جزء من الأصول موزع في أسواق أخرى. هذا ينطبق بشكل خاص في الأوقات التي تكون فيها الأسواق العالمية غير مترابطة بشكل كبير.

لهذا السبب، يعتبر تصريح محمد العريان إشارة تحذيرية للكثير من المستثمرين الذين قد يغفلون عن أهمية التنوع الجغرافي في أصولهم الاستثمارية. الاستثمار في الأصول العالمية ليس فقط لتحسين العوائد، ولكنه أيضًا أداة فعالة لحماية المحفظة من التقلبات والمخاطر المحلية.

 

ختامًا

 

في الختام، يمكن القول إن التعرض الكافي للأصول العالمية يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات الاستثمار الحديثة. على المستثمرين أن يكونوا واعين لهذه الفرص وأن يسعوا لتحقيق تنوع جغرافي يساعدهم في تحقيق استقرار أكبر وعوائد أفضل على المدى الطويل.

شارك المقال مع أصدقائك

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram

Leave a Reply