الحكومة لا يجب أن تحدد الأسعار: رؤية فلسفية اقتصادية من ميلتون فريدمان

ملتون فريدمان، الاقتصادي الأمريكي المعروف، كان له العديد من الآراء الجريئة التي شكلت الرؤية الاقتصادية للسوق الحر والدور الحكومي فيها. من بين أقواله المثيرة، يقول: “أنا أعارض برنامج تحديد الأسعار الذي يُحدّد سعر الذهب، تماماً كما أعارض تحديد الحكومة لأسعار القمح أو النفط أو أي شيء آخر.”

في هذا القول يُعبّر فريدمان عن معارضته القوية لأي نوع من التدخل الحكومي في تحديد الأسعار في الأسواق. يعيش هذا الاقتناع في قلب الفلسفة الليبرالية الاقتصادية التي ترى أن الأسواق تكون أكثر فعالية إذا تُرِكت لتعمل بحريتها دون تدخلات خارجية.

يرى فريدمان أن تحديد الأسعار يؤدي إلى تشوهات في السوق، حيث تعطل آليات العرض والطلب التي تُعَتبر أساسًا لتحديد الأسعار في الأسواق الحرة. تنعكس هذه التدخلات على الاقتصاد ككل، مسببة نقصًا في الموارد أو فائضًا في الإنتاج وبالتالي هدرًا للموارد.

يعتقد فريدمان بقدرة السوق على تصحيح نفسه من خلال التفاعل بين العرض والطلب. يعتبر هذا التفاعل الديناميكي نظامًا يضبط الأسعار فعالية عبر الزمان، مما يُعزز هل السوق تكون أفضل بدون تدخلات حكومية.

من حجج فريدمان، يؤكد أن تثبيت الحكومة لأسعار معينة قد يؤدي إلى حالات من النقص أو الفائض في السوق، مما يؤدي إلى فساد اقتصادي وتفشي السوق السوداء. هذا يدفع بضرورة تجنب التدخل الحكومي لضمان تشغيل السوق بكفاءة وسلاسة.

في ختام المطاف، يرى فريدمان أن السوق الحر يجب أن يكون الحكم النهائي في تحديد الأسعار، ويجب أن تعكس الأسعار الواقع الفعلي للعرض والطلب بدون تأثيرات خارجية. هذا يسهم في تحقيق التوازن والرفاهية الاقتصادية للمجتمع.

بهذا السياق، تعد مواقف فريدمان دعوة لدعم الحرية الاقتصادية وتجنب القيود التي قد تعيق تطور الأسواق، مؤكدًا على أن التدخل الحكومي، وإن كان بحسن نية، قد يسبب مشاكل أكثر مما يحل.