أهمية تحقيق المساواة بين الجنسين في ظل الأزمات – كريستالينا جورجيفا

 

في تصريحها الأخير، كريستالينا جورجيفا تسلط الضوء على التحديات التي تواجه المساواة بين الجنسين

في تصريحها الأخير، ألقت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، الضوء على التحديات التي تواجه المساواة بين الجنسين في ظل الأزمات المتعددة التي يشهدها العالم. أشارت إلى أن الأزمات بأنواعها المختلفة – سواء كانت صراعات، أو أوبئة، أو أزمات اقتصادية ومالية تقليدية – تملك القدرة على عرقلة وربما التراجع عن سنوات من الجهود المبذولة لتحقيق المساواة بين الجنسين.

 

الأثر السلبي للصراعات المسلحة والنزاعات الدولية

الصراعات المسلحة والنزاعات الدولية غالبًا ما تترك آثارًا سلبية مضاعفة على النساء والفتيات. في ظل الحروب، تتعرض النساء للعنف واضطراب الحياة الأسرية، وفقدان الفرص التعليمية والمهنية. كذلك، في أماكن النزاعات، ينخفض مستوى الخدمات الصحية والاجتماعية، مما يؤثر مباشرة على صحة النساء والأطفال.

 

تداعيات الأوبئة على المساواة بين الجنسين

الأوبئة كما شهدنا خلال جائحة كوفيد-19، كانت لها تداعيات جسيمة على النساء بصفة خاصة. فقد أظهرت الدراسات أن النساء كنَ في الخطوط الأمامية لمواجهة الفيروس حيث يشكلن نسبة كبيرة من العاملين في قطاع الرعاية الصحية. هذا بجانب التحمل المتزايد للأعباء المنزلية مع إغلاق المدارس والحضانات. كما أن فقدان الوظائف وتأثر الأعمال قد ترك الكثير من النساء يعانين من فقدان دخلهن الأساسي، مما أدى إلى زيادة في معدلات الفقر بين النساء.

 

تأثير الأزمات الاقتصادية والمالية التقليدية على المساواة بين الجنسين

الأزمات الاقتصادية والمالية التقليدية تعرقل التقدم في تحقيق المساواة بين الجنسين بشكل كبير. في أوقات الركود الاقتصادي، تتعرض النساء لخطر أكبر من فقدان وظائفهن بسبب التمييز الهيكلي والقوالب النمطية التي تفضل الرجال في كثير من القطاعات. كما أن النساء غالبًا ما يعملن في وظائف غير مستقرة أو غير مأمنة، مما يجعل تعرضهن للأزمات الاقتصادية أشد.

جورجيفا حذرت من أن هذه الأزمات تتطلب استجابة عالمية شاملة تسعى إلى حماية ما تم تحقيقه من تقدم في مجال المساواة بين الجنسين. هذا يستلزم تبني سياسات تركز على تعزيز الفرص للنساء والفتيات، وتحقيق العدالة في الأجور، ودعم التمكين الاقتصادي للنساء، وضمان حصولهن على الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والرعاية.

بتكثيف الجهود وتحويل الأزمات إلى فرص للإصلاح الشامل، يمكن للعالم أن يتأكد من عدم عرقلة التقدم المحرز في مجال المساواة بين الجنسين، بل وتسريعها نحو تحقيق الإنصاف والعدالة للجميع.

شارك المقال مع أصدقائك

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram

Leave a Reply