ضرورة إعادة تشغيل “محرك التقارب في الدخل”

 

تعتبر عبارة كريستالينا جورجيفا، المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، تحذيرًا اقتصاديًا وأخلاقيًا هامًا.

يمكن تقسيم هذه العبارة إلى جزأين رئيسيين: أولاً، ضرورة إعادة تشغيل “محرك التقارب في الدخل”، وثانيًا، التأثير المحدود لزيادة متوسط الدخل العالمي على الفئات ذات الدخل المنخفض.

 

الجزء الأول:

يتحدث الجزء الأول عن “إعادة تشغيل محرك التقارب في الدخل”، ما يعني اتخاذ تدابير وسياسات من شأنها تقليص الفجوات الاقتصادية بين الأفراد في مجتمع ما. تهدف هذه السياسات إلى تحقيق نمو اقتصادي شامل يتيح فرصة للمزيد من الأفراد بالاستفادة من العائدات الاقتصادية. عندما يكون هناك تقارب في الدخل، يمكن للفئات ذات الدخل المنخفض أن ترى تحسنًا ملحوظًا في حياتها. يشمل ذلك تحسين مستوى المعيشة، زيادة الفرص التعليمية، والحصول على خدمات صحية أفضل.

 

الجزء الثاني:

أما الجزء الثاني من العبارة، فيتعلق بأن “زيادة المتوسط العالمي لدخل الفرد لن يُحدث أي فرق في حياتهم”، وهو توضيح مؤثر لفكرة عدم العدالة الاقتصادية. إذا كان النمو الاقتصادي يُقاس فقط بمتوسط الدخل دون النظر إلى توزيع هذا الدخل، فإن الفئات الأكثر فقرًا قد لا تستفيد على الإطلاق. فعلى سبيل المثال، إذا ارتفع متوسط الدخل بسبب ازدياد ثروات الأغنياء فقط، فإن ذلك لا يعكس تحسنًا حقيقيًا في حياة الفقراء.

يوجه هذا التصريح انتباهنا إلى ضرورة أن تكون السياسات الاقتصادية شاملة وعادلة. يجب على الحكومات والمؤسسات الدولية العمل على خلق فرص اقتصادية عادلة ومتكافئة تساهم في تحسين حياة جميع الأفراد، وليس فقط زيادة مؤشرات الاقتصاد الكلي التي قد تكون مضللة في كثير من الأحيان. فتحقيق العدالة الاقتصادية يتطلب توجيه الجهود نحو ضمان وصول الفئات المحرومة إلى موارد وفرص جديدة تتيح لهم تحسين أوضاعهم المعيشية.

بناءً على ذلك، تبرز أهمية وضع سياسات تدعم النمو الشامل وتحقق توزيعًا أكثر عدالة للدخل. يمكن أن تشمل هذه السياسات زيادة الاستثمار في التعليم والصحة، تحسين الخدمات الاجتماعية، وتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي توفر فرص عمل جديدة. كما يتطلب الأمر تعزيز العدالة الضريبية بحيث تُفرض ضرائب منصفة تُستخدم لإعادة توزيع الدخل بشكل يحقق فائدة أكبر للمجتمع كاملاً.

في الخلاصة، إن رسالة كريستالينا جورجيفا هي دعوة للمجتمع الدولي إلى العمل من أجل تحقيق نمو اقتصادي يكون محوره الإنسان، ويضمن استفادة الجميع من العائدات الاقتصادية، وخاصة الفئات ذات الدخل المنخفض.

شارك المقال مع أصدقائك

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram

Leave a Reply