دور المساواة بين الجنسين في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في المجتمعات

تعد كلمات كريستالينا جورجيفا، “نحن نعلم أن المجتمعات التي تتمتع بقدر أكبر من المساواة بين الجنسين تميل إلى أن تكون أكثر مقاومة للعنف والصراع”، مفتاحًا لفهم دور المساواة بين الجنسين في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في المجتمعات.

تؤكد الأبحاث والدراسات الاجتماعية أن المجتمعات التي تحقق قدرًا أكبر من المساواة بين الجنسين تكون أقل عرضة للنزاعات وتكون أكثر قدرة على التعامل مع التحديات والصعوبات. وذلك يرجع إلى أن المساواة بين الجنسين تخلق بيئة تعزز من التفاهم والاحترام المتبادلين بين أفراد المجتمع، مما يقلل من الأسباب التي قد تؤدي إلى العنف والصراع.

في المجتمعات التي يحصل فيها النساء والرجال على فرص متساوية في التعليم والعمل والمشاركة السياسية، يكون مستوى التوتر والصراع الاجتماعي أقل بكثير. فالمساواة تسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية التي تعد أحد الأسس التي يقوم عليها السلام الاجتماعي. عندما يشعر الجميع بأن لديهم نفس الفرص لتحقيق النجاح والازدهار، تقل مشاعر الإحباط والغضب التي قد تكون سببا في اندلاع الصراعات.

النماذج العالمية تظهر بوضوح أن الدول التي حققت تقدمًا كبيرًا في مجال المساواة بين الجنسين، مثل الدول الاسكندنافية، تشهد مستويات منخفضة جدًا من العنف والصراع الداخلي. هذا ليس فقط نتيجة لتفادي العنف، بل أيضًا يعود إلى مشاركة الجميع في صناعة القرار وتنفيذ السياسات الهادفة إلى تحقيق السلم والتنمية الشاملة.

تلعب النساء دورًا كبيرًا في بناء المجتمعات السلمية. فعندما يتم تمكينهن وإعطاؤهن الفرص للمشاركة الكاملة في الحياة العامة، يمكنهن تقديم وجهات نظر وحلول جديدة تسهم في الحد من التوتر والصراع. بالإضافة إلى ذلك، فإن السلام يبدأ من أساس الأسرة والمجتمع الصغير، حيث تلعب الأمهات والنساء دورًا محوريًا في تربية وتنشئة الأجيال القادمة على قيم التسامح والاحترام.

ختامًا، إن تحقيق المساواة بين الجنسين ليس مجرد هدف يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية، بل هو أيضًا استثمار في السلام والاستقرار. فالمجتمعات التي تضمن حقوقًا متساوية لكل فرد، بغض النظر عن جنسه، تجني فوائد أكبر على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، وتصبح أكثر قدرة على مواجهة الأزمات والتحديات بفعالية.