“من كلٍ حسب كفاءته، لكلٍ حسب حاجاته”

 

تعميم الكفاءة والحاجة في المجتمع

مقولة “من كلٍّ حسب كفاءاته، لكلٍّ حسب حاجاته” هي واحدة من أشهر المقولات التي اقتبسها الفيلسوف الألماني كارل ماركس، والتي تتضمن مفهومًا جوهريًا في الفكر الاشتراكي والماركسي. تهدف هذه العبارة إلى تسليط الضوء على كيفية توزيع الموارد والمهام في المجتمع لتحقيق العدالة والمساواة.

المعنى الجوهري للمبدأ

يكمن المعنى الجوهري لهذه العبارة في فكرة أن كل فرد في المجتمع يجب أن يسهم في الإنتاج والعمل وفقًا لكفاءاته وقدراته. هذا يعني أن كل شخص يقدّم للمجتمع أفضل ما يقدر عليه بناءً على مهاراته وخبراته، بدون أن يكون هناك تفاوت كبير بين الأفراد في حجم الإسهام اعتمادًا على الاعتبارات الشخصية أو الطبقية.

تلبية الحاجات الأساسية

يجب أن يستفيد كل فرد من المجتمع وفقًا لاحتياجاته الخاصة، وليس بناءً على مدى إسهامه أو قدرته على الإنتاج. الفكرة هي أن تحقيق حاجات الإنسان الأساسية يجب أن يكون مضمونًا لكل فرد بغض النظر عن وضعه الاجتماعي أو الاقتصادي. هذا يعزز مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية، حيث تكون الاحتياجات البشرية هي الأولوية وليس مكاسب الأفراد أو الطبقات.

التطبيق العملي

من الناحية العملية، يُطالب هذا المبدأ بإعادة هيكلة النظام الاقتصادي والاجتماعي بحيث يكون التركيز على خدمة الإنسان وتلبية احتياجاته الأساسية من مأكل وملبس ومسكن وتعليم ورعاية صحية.

النقد الذي يُوجَّه إلى هذه الفكرة عادةً يأتي من متبني النظام الرأسمالي، الذين يرون أن هذا النظام قد يثبط الدافع الشخصي للعمل والابتكار، وقد يؤدي إلى نقص في الكفاءة العامة للإنتاج. ومع ذلك، يرد الماركسيون بأن النظام الرأسمالي نفسه يؤدي إلى عدم المساواة واستغلال الإنسان للإنسان، حيث تكون الموارد متركزة في أيدي قلة من الناس بينما تعاني الأغلبية من الفقر والحاجة.

بالتالي، “من كلٍّ حسب كفاءاته، لكلٍّ حسب حاجاته” هي مقولة تتضمن رؤية لمجتمع يقوم على أساس التضامن والتكافل، حيث يتعاون الجميع لتحقيق رفاهية الجميع، وحيث تستخدم الموارد بشكل مستدام وعادل لتلبية احتياجات كل فرد بغض النظر عن موقعه الاقتصادي أو الاجتماعي.

شارك المقال مع أصدقائك

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram

Leave a Reply