أثر حرب العراق على الاقتصاد العالمي والأمريكي: رؤية جوزيف ستيغليتز

 

تأثير حرب العراق على الاقتصاد العالمي

تأثيرات سلبية على الاقتصاد

أشار جوزيف ستيجليتز، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، إلى أن حرب العراق لم تحقق إلا مصالح فئة ضيقة من الأشخاص، هم أصدقاء الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن، في صناعة النفط. وفقًا لستيغليتز، فإن هذه الحرب لم تؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد الأمريكي أو الاقتصاد العالمي، بل على العكس، أدت إلى أضرار كبيرة فيهما. هذه الأضرار تشمل زيادة في الديون والعجز الاقتصادي، فضلاً عن زعزعة الاستقرار في الأسواق العالمية.

المستفيدون من الحروب في الشرق الأوسط

أوضح جوزيف أن قطاع النفط كان المستفيد الأكبر من الحروب في الشرق الأوسط، حيث ارتفعت أسعار النفط لمستويات غير مسبوقة خلال فترات النزاع. هذا الارتفاع في الأسعار لم يكن نتيجة عرض وطلب طبيعيين، بل نتيجة توترات جيوسياسية سيطرت على المنطقة. وبالتالي، فإن الشركات النفطية الكبرى جنت أرباح طائلة، حيث استغلت الأوضاع المتوترة لتحقيق مكاسب غير متوقعة.

التداعيات السلبية على الاقتصاد الأمريكي

تحدث ستيجليتز أيضًا عن الخسائر الاقتصادية التي ألحقتها الحرب بالولايات المتحدة. فقد تجاوزت تكاليف الحرب تريليونات الدولارات، مما زاد العجز المالي الأمريكي وفاقم من الدين العام. بجانب التكاليف المباشرة للحرب، كانت هناك تكاليف غير مباشرة مثل رعاية المحاربين القدامى وتكاليف الرعاية الصحية والعلاج النفسي للعائدين من الحرب. هذه الأعباء المالية أُضيفت إلى الاقتصاد الأمريكي الذي كان بالفعل يعاني من العديد من المشاكل البنيوية والهيكلية.

تداعيات على الاقتصاد العالمي

كما أشار إلى أن هذه الحروب أضرت بسمعة الولايات المتحدة على الساحة الدولية، وزعزعت الاستقرار في منطقة مهمة اقتصاديًا مثل الشرق الأوسط، مما أدى بدوره إلى ارتفاع تكلفة العديد من السلع الأساسية وانخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر في المناطق المتضررة. هذه العوامل مجتمعة أدت إلى آثار سلبية على الاقتصاد العالمي.

الأفراد والشركات المستفيدة

 

ربحية شركات النفط

على الرغم من هذه التداعيات السلبية، إلا أن الرابح الأكبر كانت شركات النفط والأفراد الذين لديهم مصالح مباشرة ومتداخلة مع صناعة النفط. فعلى سبيل المثال، ارتفعت أسهم الشركات النفطية بشكل ملحوظ خلال هذه الفترات، وزادت أرباحها بفضل العقود والمشاريع التي تم الحصول عليها نتيجة لهذه الحروب.

 

استنتاج

في الختام، تتضح رؤية جوزيف ستيجليتز أن الفئة الوحيدة التي استفادت من حرب العراق ليست سوى المقربين من دوائر النفوذ وصناعة النفط في الولايات المتحدة. هؤلاء الأشخاص والشركات استطاعوا جني أرباح هائلة على حساب الاقتصادين الأمريكي والعالمي اللذان تحمّلا تكاليف ضخمة وواجهتا تبعات وخيمة.

شارك المقال مع أصدقائك

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram

Leave a Reply