فلسفة الاستثمار الطويل الأمد: نصائح جون سي. بوجل

جون سي. بوجل وفلسفة الاستثمار الطويل الأمد

جون سي. بوجل، مؤسس شركة فانجارد ورائد في صناعة الصناديق الاستثمارية المتداولة، يُعتَبر من أبرز الداعمين للاستثمار طويل الأمد. في أحد الاقتباسات الشهيرة له، يقول: “أعتقد أن مُعدّل الدوران المرتفع هو بالتأكيد عدوّ المستثمر، لذلك لا ترغب في جلب فلسفة مُعدّل الدوران المرتفع إلى هذا العمل. تُريد أن يكون لديك فلسفة طويلة المدى.”

في فهم هذا الاقتباس، يجب أن نبدأ بتفسير مصطلح “مُعدّل الدوران”. يشير مُعدّل الدوران في عالم الاستثمار إلى عدد المرات التي يتم فيها شراء وبيع الأوراق المالية في المحفظة الاستثمارية خلال فترة زمنية معينة. عندما يكون معدل الدوران مرتفعاً، يعني ذلك أن هناك العديد من العمليات الشرائية والبيعية التي تتم بشكل متكرر وسريع.

مُعدّل الدوران المرتفع: عدو المستثمر

بوجل يؤكد أن هذا النوع من الاستراتيجية، أي الاستراتيجية المرتكزة على معدل الدوران المرتفع، تعتبر عدوّاً للمستثمر. والسبب يكمن في أن الاستثمار المتكرر يترتب عليه تكاليف عالية، منها رسوم المعاملات والضرائب. كما يؤدي إلى تذبذبات غير ضرورية في القيمة الاجمالية للاستثمار، وبالتالي يقلل من العائد الصافي الذي يمكن أن يحصل عليه المستثمر.

فلسفة الاستثمار الطويل الأمد

من ناحية أخرى، يدعو بوجل إلى تبني “فلسفة طويلة المدى”. معنى ذلك أن المستثمرين يجب أن يركزوا على الاستثمار في الأوراق المالية أو الصناديق التي لديهم قناعة بقيمتها على المدى الطويل، والاحتفاظ بها لفترات طويلة بدلاً من محاولة تحقيق مكاسب سريعة من خلال عمليات البيع والشراء المتكررة.

الفلسفة الطويلة المدى تعتبر أسلوباً استثمارياً أكثر هدوءاً واستقراراً لأنها تعتمد على الصبر والثقة بنمو الأصول مع مرور الوقت. هذه الفلسفة تُتيح للمستثمرين تجاوز التقلبات المؤقتة التي قد يشهدها السوق، مفسحةً المجال لتحقيق مكاسب مستدامة وأقل تكلفة.

لتطبيق هذه المنهجية، يجب على المستثمرين اختيار شركات أو صناديق استثمارية ذات أساسيات قوية ومستقبل واعد، والابتعاد عن التجاوب الانفعالي مع التغيرات اليومية ولحظية السوق. الإستراتيجية تتطلب أيضا فهماً عميقاً للقطاع أو الشركة المستثمر فيها والنظر لأداء الاستثمار على مدى سنوات بدلاً من أشهر أو أسابيع.

بالتالي، يمكن القول أن بوجل يُقدّم نصيحة ثمينة للمستثمرين؛ أن يتجنبوا الاستراتيجيات قصيرة الأمد والمرتكزة على المعدلات الدورانية العالية، ويتجهوا نحو الاستمار الطويل الأمد الذي يوفر استقراراً مالياً أكبر وعوائد مرضية على المدى البعيد.