فلسفة الاستثمار البسيطة: دروس من جون سي بوغل

جون سي بوغل، مؤسس شركة “فانجارد” وأحد الرواد في مجال الاستثمار، قد أطلق مقولة شهيرة: “المستثمرون الحكماء لن يحاولوا التفوق على السوق”. هذه العبارة تحمل في طياتها فلسفة استثمارية تعتمد على البساطة والاعتماد على المعلومات والحقائق بدلاً من محاولة التفوق على السوق بأسرها.

عندما نتحدث عن “التفوق على السوق”، فإننا نقصد هنا محاولة تحقيق أرباح أكبر من تلك التي يقدمها مؤشر سوق الأوراق المالية العام مثل مؤشر “S&P 500”. بينما قد ينجح البعض في ذلك على المدى القصير، إلا أن الدراسات والتحليلات قد أظهرت أن هذه المحاولات غالباً ما تكون محكومة بالفشل على المدى الطويل. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل رئيسية:

1. تكلفة المعاملات والرسوم: محاولات تغيير الاستثمارات بشكل مستمر تتطلب دفع رسوم بمجرد الشراء والبيع. وعلى مر الوقت، تتراكم هذه الرسوم لتقضي على جزء كبير من الأرباح.
2. التوتر والانفعالات: الاستثمارات التي تعتمد على محاولات توقيت السوق غالباً ما تقود إلى قرارات غير مدروسة متأثرة بالخوف أو الجشع. المستثمر الحكيم يعلم أن التمسك بالخطة على المدى الطويل يحد من تأثير هذه العواطف.
3. عدم التنبؤ بالسوق: السوق المالي عبارة عن مجموعة معقدة من العوامل التي تتفاعل مع بعضها البعض بطرق غير متوقعة. حتى الخبراء الاقتصاديين قد يجدون صعوبة بالغة في التنبؤ بحركات الأسواق بدقة، فكيف بالمستثمر العادي؟

جون سي بوغل اقترح طريقة بديلة: الاستثمار في صناديق المؤشرات. هذه الصناديق تتبع أداء مؤشر سوق معين، وبالتالي تقدم للمستثمر تنويعاً كبيراً بتكلفة منخفضة. بدلاً من محاولة التغلب على السوق، يستفيد المستثمر من النمو العام للاقتصاد على المدى الطويل. هذه الاستراتيجية قد أظهرت نجاحاً ملحوظاً وعائدات مجزية عندما تتبع بشكل ثابت على مدار السنوات.

ختاماً، فإن الحكمة في مقولة جون سي بوغل تكمن في التركيز على الأمور التي يمكن السيطرة عليها، مثل تكاليف الاستثمار، والابتعاد عن محاولات التنبؤ بالسوق. بدلاً من محاولة التغلب على السوق، الاستراتيجية الأكثر أماناً وربحاً هي ببساطة “الانضمام إلى السوق” والانتظار للاستفادة من نمو السوق بمرور الوقت.