تأثير تداول الأسهم على الشركات: رؤية جديدة من جون بوجل

 

جون سي. بوجل والاستثمار المؤثر

جاءت كلمات جون سي. بوجل، مؤسس شركة فانجارد الرائدة في مجال إدارة الاستثمارات، لتعكس رؤيته النقدية للاستثمار المؤثر. وفي سياق حديثه، أوضح بوجل وجهة نظره بشأن هذا النوع من الاستثمار الذي يهدف إلى تحقيق تأثير اجتماعي أو بيئي إيجابي بجانب العائد المالي. وركز بوجل على نقطة جوهرية مفادها أن تداول الأسهم بين المستثمرين لا يؤدي بالضرورة إلى إحداث تأثير مباشر على الشركات التي تصدر هذه الأسهم.

 

مبادئ الاستثمار المؤثر

الاستثمار المؤثر غالبًا ما يقوم على مبدأ الاحتفاظ بأسهم الشركات التي تلتزم بمعايير معينة في البيئة، الحوكمة، والمسؤولية الاجتماعية. ولكن من وجهة نظر بوجل، فإن عملية تداول الأسهم بين المستثمرين المختلفين لا تجعل الشركة بالضرورة واعية أو متأثرة بالقرارات الفردية لهؤلاء المستثمرين. بمعنى آخر، عندما يقوم المستثمر (أ) ببيع أسهمه للمستثمر (ب)، فإن الشركة المُصدرَة لهذه الأسهم قد لا تكون مطلعة على هذا التبادل، وبالتالي لا تتأثر به بشكل مباشر.

تحديات الاستثمار المؤثر

يعتبر بوجل أن هذه الدينامية تجعل من الصعب على المستثمرين توصيل رسائلهم أو مشاعرهم تجاه الشركة بطريقة فعّالة. فعلى الرغم من أن الاستثمار المؤثر يهدف إلى دعم وتشجيع الشركات التي تلتزم بقيم معينة، فإن الوسيلة التقليدية لشراء وبيع الأسهم قد تظل بعيدة عن تحقيق ذلك الهدف.

إيصال الرسائل التغييرية

إن كلام بوجل يسلط الضوء على محدودية تأثير الأسواق المالية التقليدية في إيصال الرسائل التغييرية للشركات. يمكن أن يفهم من وجهة نظره أن البدائل الأكثر فعالية لتحقيق التأثير المنشود قد تكون في المشاركة النشطة في إدارة الشركات أو عبر حملات الضغط والمناصرة التي تستخدم وسائل أخرى غير التداول المالي فقط.

ختاماً، تعبر كلمات جون بوجل عن نوع من التشكيك في فعالية الاستثمار المؤثر كأداة لتحقيق التغيير، وتشير إلى الحاجة للتفكير في استراتيجيات أخرى تتجاوز الإطار التقليدي لتداول الأسهم إذا ما أردنا تحقيق تأثير حقيقي ومباشر على الشركات.

شارك المقال مع أصدقائك

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram

Leave a Reply