إفلاس AIG ومشاكل سوق المشتقات: رؤية جيروم باول

 

المشاكل الهيكلية في سوق المشتقات

أولاً، من المهم فهم طبيعة سوق المشتقات التي تُتداول خارج البورصة (OTC). هذا السوق يعد من أكثر الأسواق تعقيدًا وأقل شفافية مقارنة بالأسواق الأخرى. فيه، يتم تداول عقود مالية بين أطراف بدون المرور من خلال بورصة مركزية، مما يجعل هذه العمليات غير مرئية تقريبًا للجهات التنظيمية. هذا النقص في الشفافية قد يؤدي إلى مشاكل في تقييم المخاطر وفهم تداعيات الصفقات.

المجموعة الأمريكية الدولية AIG كانت واحدة من كبرى الشركات التي تورطت في هذا السوق، ومع ذلك لم تكن الوحيدة. إفلاسها جاء كنتيجة لتضخم هائل في عمليات المشتقات، وخاصة تلك المتعلقة بالسندات المدعومة بالرهن العقاري والتي تفاقمت مع تدهور السوق العقاري الأمريكي. هذا السيناريو كشف أن التزامات AIG المالية في سوق المشتقات كانت ضخمة جداً بحيث أدت إلى فوضى وانهيار سلسلة من المؤسسات المالية المتصلة بها.

التحديات النظامية والعوامل المشتركة

ثانيًا، يُشير باول إلى أن مشاكل AIG كانت نظامية وليست فريدة من نوعها. ما يعني أن البنية التحتية لسوق المشتقات كانت متصدعة وتمثل تهديدًا للنظام المالي بشكل عام. القضايا مثل التضليل في تقييم المشتقات، الاعتماد الكبير على مؤسسات تصنيف الائتمان، وعدم كفاية الاحتياطيات المالية للتعامل مع الأزمات كلها عوامل لعبت دورًا كبيرًا. هذه العوامل كانت مشتركة بين العديد من المؤسسات المالية وليست مقتصرة على AIG وحسب.

إن إفلاس AIG لم يكن مجرد فشل لشركة واحدة بقدر ما كان إشارة واضحة على أن النظام المالي العالمي بحاجة لإعادة تقييم وضبط. استجابة لهذا الموقف، بدأت الجهات التنظيمية في دول متعددة، بما فيها الولايات المتحدة، بتشديد القيود والسياسات المتعلقة بسوق المشتقات بهدف زيادة الشفافية وتقليل المخاطر النظامية.

ضرورة إصلاح النظام المالي

ختامًا، تصريح جيروم باول يشدد على ضرورة إصلاح النظام المالي لضمان أن لا يتكرر هذا النوع من الأزمات. الإفلاس الذي شهدته AIG كان عرضًا لمرض أعمق في النظام المالي العالمي والذي يحتاج إلى معالجة جذرية ومستدامة.

شارك المقال مع أصدقائك

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram

Leave a Reply