التوازن المثالي: مهمة الاحتياطي الفيدرالي في الاقتصاد الأمريكي

 

يقوم جيروم باول، رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي، بتسليط الضوء على المهمة الأساسية الموكلة إلى البنك من قِبَل الكونغرس الأمريكي. يُعرف هذا الواجب بالتفويض المُزدوج، ويتضمن هدفين رئيسيين وهما: تحقيق استقرار الأسعار وتحقيق الحد الأقصى من التّشغيل.

 

أولا، يشير استقرار الأسعار

إلى الحفاظ على معدل تضخم منخفض وثابت. التضخم هو ارتفاع عام في مستوى أسعار السلع والخدمات بمرور الوقت، وإذا لم يتم السيطرة عليه، يمكن أن يؤدي إلى زيادة تكاليف المعيشة وتقليل القوة الشرائية للنقود. يعمل البنك الاحتياطي الفيدرالي على منع التضخم المفرط من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية مثل معدلات الفائدة والاحتياطي النقدي للبنوك. عندما يكون التضخم منخفضا وثابتا، يتمكن الأفراد والشركات من التخطيط المالي بشكل أفضل، مما يعزز النمو الاقتصادي المستدام.

 

ثانيا، يشمل الحد الأقصى من التشغيل

السعي لتحقيق أدنى معدل ممكن من البطالة دون التحفيز على التضخم. البطالة المرتفعة تمثل عبئاً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً، حيث تؤدي إلى فقدان الدخل للأفراد وتقليل الاستهلاك، مما يبطئ النمو الاقتصادي. يعمل البنك الاحتياطي الفيدرالي على تحقيق هذا الهدف من خلال تحفيز الاقتصاد عند الحاجة، مثلاً عن طريق تخفيض معدلات الفائدة لجعل الاقتراض أرخص وبالتالي تشجيع الاستثمار والتوظيف.

يجمع التفويض المزدوج بين هذين الهدفين لتوفير اقتصاد مستقر ومستدام. ولكن تحقيق التوازن بينهما يمكن أن يكون أكثر تعقيداً مما يبدو. في بعض الأحيان، قد يتطلب تحقيق استقرار الأسعار فرض سياسات تكون معاكسة لزيادة التشغيل، والعكس صحيح. لذا، يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي بمتابعة دقيقة للمؤشرات الاقتصادية وتعديل سياساته بناءً على الظروف الراهنة، لتحقيق أفضل توازن ممكن بين استقرار الأسعار وأعلى مستويات من التشغيل.

في الختام، يلعب التفويض المزدوج للبنك الاحتياطي الفيدرالي دوراً محورياً في الحفاظ على الصحة الاقتصادية للولايات المتحدة. من خلال اتباع سياسات تهدف لتحقيق استقرار الأسعار والحد الأقصى من التوظيف، يسعى البنك إلى توفير بيئة اقتصادية مُستقرة تُؤدي بالنهاية إلى تحسين رفاهية الأفراد والمجتمع ككل.

شارك المقال مع أصدقائك

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram

Leave a Reply