أهمية الحدس الأول في اتخاذ القرارات

 

مفهوم الحدس الأولي

في كثير من الأحيان، تُعتبر الحد intuition أو الإحساس الأول بالموقف من أبرز الأدوات العقلية التي نتمتع بها كبشر. يعكس هذا الاقتباس لجون بيربونت مورجان، “تخميني الأول يكون صحيحًا أحيانًا. تخميني الثاني لا يكون صحيحًا أبدًا”، بطريقة أو بأخرى، أهمية الاعتماد على ذلك الإحساس الفطري الأولي عند اتخاذ القرارات.

 

أهمية التخمين الأول

 تأتي أهمية التخمين الأول من كونه نتيجة لمجموعة من المعلومات والخبرات التي تم تخزينها في العقل الباطن. عندما نواجه موقفًا معينًا، يقوم العقل بمعالجة تلك المعلومات بشكل سريع ويقدم لنا “التخمين الأول” بناءً على ما تم تخزينه. ومعنى ذلك أن هذا التخمين نابع من مزيج من المعرفة والتجارب السابقة، ولهذا السبب يمكن أن يكون صحيحًا في كثير من الأحيان.

 

التحذير من التخمين الثاني

 من ناحية أخرى، يشير مورجان إلى أن التخمين الثاني “لا يكون صحيحًا أبدًا”. قد يكون السبب وراء ذلك هو أن التخمين الثاني غالبًا ما ينبع من الشكوك والقلق وتغيير الرأي بالاعتماد على التفكير الزائد. عند التفكير في الموضوع مرة ثانية، قد يبدأ الشخص في تحليل الأمور بشكل زائد، مما يؤدي إلى اتخاذ قرار غير ملائم. لذا، يُعد التخمين الثاني أقل موثوقية لأنه غالبًا ما يكون مشوبًا بالشكوك والتردد.

 

التطبيق العملي والارتباط بعلم النفس

 هذا المفهوم يمكن أن يرتبط أيضًا بعدة نظريات في علم النفس. على سبيل المثال، نظرية “Thinking, Fast and Slow” لدانييل كانيمان، التي تفرق بين نوعين من التفكير: التفكير السريع (الحدسي) والتفكير البطيء (المتأني). التفكير السريع هو ما يعتمد على التجربة والحدس ويكون غالبًا فعالاً في المواقف اليومية، في حين أن التفكير البطيء يتطلب وقتًا وجهدًا أكبر وقد يكون أقل فعالية في المواقف الطارئة.

 

استنتاج

 يمكننا أن نستخلص من مقولة مورجان درسًا حياتيًا هامًا: في كثير من الأحيان يجب أن نثق بحدسنا الأولي، وأن نكون على وعي بأن التفكير الزائد وتحليل الأمور بشكل مفرط قد يقوداننا إلى قرارات غير سليمة. يجب علينا أن نتعلم كيف نميز بين الحالات التي نحتاج فيها إلى التفكير العميق وبين الحالات التي يكون فيها الاعتماد على الحدس أكثر فعالية.

 وفي الختام، يأتي الاقتباس ليذكرنا بأن الثقة بالنفس وبالإحساس الأولي قد تكون المفتاح لاتخاذ قرارات صائبة في الحياة، وأن الشكوك والتردد قد تكون أكبر عدو لنا في هذا السياق.

شارك المقال مع أصدقائك

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram

Leave a Reply