مقدمة:
جملة جورج سوروس التي يقول فيها “فقاعات سوق الأسهم لا تنشأ من فراغ. لديها أساس متين في الواقع، ولكن الواقع يتم تحريفه عبر الافتراضات الخاطئة” تفتح نافذة عميقة لفهم آليات وتشكلات الفقاعات الاقتصادية في الأسواق المالية.
التحليل الأساسي للفقاعات الاقتصادية:
في الأساس، يشير سوروس إلى أن الفقاعات ليست ظواهر عشوائية أو غير مبررة، بل هي مُبنية على ما يبدو كالواقع الملموس. يأخذ هذا “الواقع الملموس” شكلاً مشتركًا بين المستثمرين عندما توجد افتراضات أو مفاهيم عامة تكون صحيحة بشكل جزئي ولكن يتم تشويهها أو المبالغة فيها بمرور الوقت.
تبدأ الفقاعات عادةً عندما يزداد الطلب على الأصول (مثل الأسهم أو العقارات) استنادًا إلى توقعات إيجابية حول قيمتها المستقبلية. في هذا السياق، يمكن لواقع اقتصادي قوي أو تطور تكنولوجي حقيقي أن يكون الأساس الذي تتكون منه هذه التوقعات. مع ذلك، يمكن للمعطيات والأرقام أن تُفسر بصورة متفائلة بشكل غير واقعي، مما يؤدي إلى تضخم زائد في قيم الأصول.
نظرية “السوق الفعال” والسلوك الجماعي:
هذه الفكرة تتماشى مع نظرية “السوق الفعال”، التي تفترض أن أسعار الأصول تعكس جميع المعلومات المتاحة. ولكن في حالة الفقاعات، يتم إدخال الخلل من خلال “السلوك الجماعي” للمستثمرين، والذي قد يؤدي إلى تجنب التحليل النقدي واتباع الحشود.
تفادي الفقاعات الاقتصادية:
عندما يتضخم السوق بشكل غير متوازن، يصبح مشابهًا لبالون يمكن أن ينفجر في أي لحظة. في مرحلة معينة، سيدرك المستثمرون أن القيم قد أصبحت غير مستدامة ولن تستمر في الارتفاع إلى الأبد. عندئذٍ، يبدأ البيع الجماعي وتتراجع قيم الأصول بشكل حاد، مما يؤدي إلى انهيار الفقاعة.
إذاً، التحليل الذي قدمه جورج سوروس يحمل تحذيرًا مهمًا للمستثمرين وصانعي السياسات على حد سواء. الفقاعة تبدأ من واقع مُحدد وتنتفخ من خلال سوء تفسيره أو المبالغة فيه. لذلك، تتطلب الوقاية من الفقاعات مراقبة مستمرة للفروض والتوقعات الكامنة وراء السلوك الاستثماري، والتأكد من مطابقتها للواقع الحالي والمستقبلي بطريقة متزنة ومعقلنة.
من هنا نستنتج أن الحفاظ على اتزان السوق يتطلب فهمًا دقيقًا للواقع والتوقعات المحيطة به، إضافة لتجنب التشوهات والإفتراضات الخاطئة التي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث الفقاعات والانهيارات الاقتصادية.
Sign in to cast the vote