فهم الفرق بين المستثمرين والمضاربين في سوق الأسهم حسب وجهة نظر بنيامين غراهام

صرّح بنيامين غراهام، المستثمر الشهير ومؤلف كتاب “المستثمر الذكي” ذات مرة: “إن التمييز الأكثر واقعية بين المستثمر والمضارب يكمن في موقفهما من تحركات سوق الأسهم”. يسلط هذا الاقتباس الضوء على الاختلاف الأساسي بين المستثمرين والمضاربين. في هذه المقالة، سوف نستكشف الخصائص، السلوكيات والمناهج المختلفة لكل من المستثمرين والمضاربين في سوق الأسهم ونلقي الضوء على الآثار العملية لوجهات نظرهم.
 

فهم طبيعة المضاربين

المضاربون هم أفراد يركِّزون على توقع تقلبات السوق والاستفادة منها. لديهم منظور قصير المدى ولديهم قدرة أعلى على تحمل المخاطر. يهدف المضاربون إلى الاستفادة من تقلب الأسعار لتحقيق مكاسب سريعة. مع ذلك، فإن استراتيجياتهم غالبًا ما تنطوي على مستوى أعلى من عدم اليقين والمخاطرة. هناك أنواع عديدة من المضاربين نذكر منها المتداولين اليوميين وأولئك الذين يشاركون في التداول عالي التردد.
 

فهم طبيعة المستثمرين

من ناحية أخرى، المستثمرون هم الأفراد الذين يعطون الأولوية للحصول على الأسهم المناسبة وحيازتها بأسعار مناسبة. لديهم منظور طويل الأمد ويشددون على أهمية تقييم وإدارة المخاطر. يسعى المستثمرون إلى تحديد الشركات ذات الأساسيات القوية والاحتفاظ باستثماراتهم لفترة طويلة، مما يسمح لهم بالاستفادة من إمكانات النمو والفوائد المركبة. غالبًا ما يتّبع المستثمرون الناجحون مقاربة الاستثمار في القيمة، مع التركيز على القيمة الجوهرية للشركة بدلاً من تقلبات الأسعار قصيرة المدى.
 

السلوكيات التي ينهجها كلا الطرفين في مواجهة تحركات السوق

بالنسبة للمضاربين، فإن تحركات السوق لها أهمية كبيرة حيث أنهم يبحثون بنشاط عن فرص للربح من تقلبات الأسعار. إنهم يهدفون إلى الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع، وغالبًا ما يستفيدون من اتجاهات السوق قصيرة المدى. يزدهر المضاربون في بيئات تتميزّ بالتقلب ولكنهم يواجهون مخاطر أعلى بسبب الطبيعة غير المتوقعة لتحركات السوق على المدى القصير.

في المقابل، ينظُر المستثمرون إلى تحركات السوق من منظور عملي. إنهم يدركون أن فترات الانكماش في السوق تخلق مستويات أسعار منخفضة، مما يوفر فرص شراء للأسهم المقيّمة بأقل من قيمتها الحقيقية. يتوخّى المستثمرون الحذر أثناء تقلبات السوق، يتجنبون شراء الأوراق المالية بسعر مرتفع ويفكرون في بيع أصولهم عندما تكون الأسعار مرتفعة. يلعب توقيت الشراء أو البيع دورًا مهمًا للمستثمرين في تعظيم عوائد استثماراتهم.
 

دراسات الحالة ونتائج الأبحاث:

توضح دراسات الحالة العديدة نجاح المستثمرين الذين اتبعوا مبادئ بنيامين غراهام. على سبيل المثال، حقق وارن بافيت، أحد تلاميذ غراهام، عوائد كبيرة على المدى الطويل من خلال اعتماد مقاربة الاستثمار في القيمة.

تدعم نتائج الأبحاث باستمرار مصداقية مقاربة الاستثمار في القيمة التي ينادي بها المستثمرون. أظهرت الدراسات أن الأسهم ذات التقييمات المنخفضة تميل إلى التفوق في الأداء على الأسهم ذات التقييمات العالية على المدى الطويل. هذا يؤكد كذلك على أهمية التركيز على شراء الأسهم المناسبة بأسعار مناسبة بدلاً من الانخراط في المضاربة قصيرة المدى.
 

آراء الخبراء حول الفرق بين المستثمرين والمضاربين:

يؤكد الخبراء في مجال المال والأعمال والمستثمرون المشهورون على تأثير تقلبات السوق على قرارات الاستثمار. إنهم يسلطون الضوء على أهمية تبني مقاربة منضبطة للاستثمار ومقاومة إغراء المضاربة على أساس تحركات السوق قصيرة المدى. إن الاعتماد على التحليل الأساسي في عملية اتخاذ القرار، الصبر، وبعد الأفق هي المفاتيح الأساسية لتحقيق النجاح في الاستثمار.
 

خاتمة

في الختام، يكمن الفرق بين المستثمرين والمضاربين في السلوكيات التي ينهجها كلا الطرفين في مواجهة تحركات سوق الأسهم. يعطي المستثمرون الأولوية للحصول على الأسهم المناسبة وحيازتها بأسعار مناسبة، مع التركيز على النمو طويل المدى وتقييم وإدارة المخاطر. من ناحية أخرى، يسعى المضاربون إلى الربح من تقلبات السوق قصيرة الأمد، ويتطلّب ذلك القدرة على تحمل المخاطر واختيار التوقيت المناسب للبيع والشراء. يُعدّ فهم هذه الاختلافات أمرًا ضروريًا للأفراد الذين يتطلعون إلى الإبحار بأمان في سوق الأسهم واتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.

شارك المقال مع أصدقائك

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram

Leave a Reply