مقولة بن برنانكي في إدارة الأزمات
يصوغ بن برنانكي، الاقتصادي الأمريكي والرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، مقولة مليئة بالحكمة والبساطة في فهم إدارة الأزمات حين قال: “تريد أولاً إطفاء الحريق ثم التفكير في قانون الوقاية من الحرائق.” هذه المقولة تلخص بكلمات معدودة جوهر التعامل الفعّال مع الأزمات، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية.
الاستجابة الفورية
عندما يندلع حريق، يتوجه التفكير الفوري إلى إخماده بأسرع ما يمكن لتجنب أكبر قدر من الضرر. هذا التصرف يتماشى مع طبيعة الإنسان في مواجهة الأزمات الطارئة بالحلول الفورية. والأمر نفسه ينطبق على الأزمات الاقتصادية أو أي نوع آخر من الأزمات؛ يجب أن تكون الأولوية الأولى هي السيطرة على الأزمة وتخفيف آثارها السلبية.
التحليل والوقاية
بعد السيطرة على الأزمة، تبدأ مرحلة التفكير في الأسباب الكامنة وراءها ووضع الأنظمة والقوانين التي تضمن عدم تكرارها في المستقبل. في مثال الأزمة الاقتصادية، بدأت الحكومات والهيئات الرقابية في تعديل الأنظمة المالية وتطبيق قوانين جديدة تهدف إلى تعزيز الرقابة ومنع تجاوزات المؤسسات المالية.
من هذا المنظور، يمكن تطبيق مقولة برنانكي على مختلف جوانب الحياة كالسياسة والتعليم. في السياسة، عند حدوث أزمة دولية أو داخلية، يكون الاستجابة السريعة والحاسمة هي الأولوية. أما في التعليم، عند مواجهتنا لتحديات فجائية تؤثر على العملية التعليمية، مثل الأوبئة أو الكوارث الطبيعية، يتم التركيز أولاً على إيجاد حلول عاجلة تضمن استمرار التعليم، ومن ثم يتم التفكير في كيفية منع تأثير مثل هذه الأزمات في المستقبل.
إدارة الأزمات تتطلب مهارات التفكير السريع والتنفيذ الفوري، وبعد النجاح في تخطي الأزمة نتحول إلى التفكير الاستراتيجي والتخطيط طويل المدى. لذا، فإن مقولة برنانكي لا تضع فقط خطة عمل للتعامل مع الأزمات، ولكنها أيضاً ترسخ فلسفة ناضجة في إدارة الموارد والأولويات بين الاستجابة الفورية والتخطيط الوقائي.
في النهاية، تبقى مقولة برنانكي دليلاً عملياً وحكيمًا لكل من يواجه الأزمات: أولاً، أطفئ الحريق، وبعد ذلك، ضع القوانين التي تضمن عدم اندلاعه مجددًا.
Sign in to cast the vote