ري داليو، المستثمر الأمريكي الشهير ومؤسس شركة “بريدج ووتر أسوسيتس”
هو واحد من الشخصيات البارزة في عالم الاستثمار والتمويل. يشتهر داليو بآرائه العميقة والمبنية على تحليلات معمقة للأسواق المالية والاقتصاد العالمي. من ضمن تصريحاته الشهيرة، هذه العبارة: “إنها ليست وسيلة فعالة لتخزين الثروة لأنها تخضع للتقلبات، على عكس الذهب”، حيث كان يناقش هنا طبيعة العملات الرقمية مقارنة بالذهب كوسيلة لحفظ القيمة.
فهم السياق الذي ميز به داليو الذهب عن العملات الرقمية
الذهب لطالما كان يُعتبر ملاذاً آمنًا للمستثمرين، خاصة في أوقات الأزمة الاقتصادية والتضخم. السبب يعود إلى استقرار قيمته النسبي على مر العصور وصعوبة تضخيم كميته بشكل كبير بفعل ندرة وجوده في الطبيعة. تاريخياً، أثبت الذهب قدرته على الحفاظ على قوته الشرائية، حتى عندما تدهورت قيمة العملات الورقية بسبب التضخم أو الأزمات الاقتصادية.
بالمقابل، العملات الرقمية تُعتبر صناعة ناشئة نسبياً، وتواجه تقلبات شديدة في قيمتها. على سبيل المثال، يمكن أن تشهد العملة الرقمية الواحدة ارتفاعاً كبيراً في قيمتها خلال فترة قصيرة، لكنها يمكن أن تفقد نفس القيمة بسرعة مماثلة. هذا النوع من التقلبات يجعل من الصعب للغاية الاعتماد على العملات الرقمية كوسيلة موثوقة لتخزين الثروة.
من زاوية أخرى، العملات الرقمية تعتمد على التكنولوجيا والسياسات الرقمية، مما يجعلها عرضة إلى مجموعة متنوعة من المخاطر، مثل الهجمات الإلكترونية وتشريعات صارمة من قبل الحكومات. بينما الذهب يواجه مخاطر أقل نسبياً وله تاريخ طويل من الثبات في القيم.
علاوة على ذلك، داليو يشير إلى أن التقلبات الكبيرة في القيمة تجعل من الصعب على المستثمرين الاحتفاظ بالعملات الرقمية دون تعرضهم لمخاطر كبيرة. فعندما يتقلب الأصل بشكل حاد، يكون المستثمرون معرضين للمكاسب الكبيرة كما للخسائر الكبيرة.
في الختام، بينما العملات الرقمية قد تكون قد جلبت الكثير من الاهتمام والفرص الجديدة في عالم الاستثمار، إلا أنها لا تزال تخضع لتقلبات كبيرة تجعلها أقل موثوقية كوسيلة لتخزين الثروة مقارنة بالذهب. الذهب، بتاريخه الطويل والمتين واستقراره النسبي، لا يزال يحتفظ بمكانته كواحدة من أنجح وسائل تخزين الثروة في العالم.
Sign in to cast the vote