نُقلٌ عن ناصِر نيكُولاس طالِب:
“الرواقي هُوَ الشَّخص الذي يُحوّل الخوف إلى حذر، والألم إلى تحوّل، والأخطاء إلى بداية، والرغبة إلى مبادرة. “
هذه العبارة تلخَّصُ جوهر الفلسفة الرواقية التي تعود إلى الفيلسوف زينون الرواقي في عهد الإغريق.
الفلسفة الرواقية:
في الفلسفة الرواقية، يتم تركيز الفرد على تنمية قوة داخلية تتحكم في ردود الفعل نحو الأحداث الخارجية بدلاً من التحكم في الأحداث نفسها. بتعبير أدق، يكمن جمال الرواقية في تحويل الطاقات السلبية إلى إيجابية، مما يجعل الإنسان قادراً على السيطرة على حياته بشكل أفضل.
تحويل الخوف:
إذا بدأنا بالخوف، فإن الرواقية ترى أن الخوف ليس بالضرر الكبير إذا تم تحويله إلى حذر. الحذر هنا يمثل الإدراك والوعي بالمخاطر المحيطة واتخاذ القرارات الحكيمة لتجنبها. بدلاً من الاستسلام للخوف الذي يقيد الحرية والقدرة على التصرف، يستخدم الرواقي الخوف كأداة لتحسين القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة.
التحويل من الألم إلى تحوّل:
عندما يأتي الأمر إلى الألم، سواء كان جسديًا أو نفسيًا، فالرواقية تدعو إلى اعتبار الألم مرحلة من التحول والنمو. من خلال تجربة الألم، يتعلم الإنسان الصبر والقوة الشخصية، ويصبح قادراً على التكيف مع الظروف الصعبة وتحسين حالته الذهنية.
الأخطاء والبدايات:
أما بالنسبة للأخطاء، فهي ليست نهاية الطريق في نظر الرواقي، بل تعتبر فرصة للتعلم والبداية من جديد. الأخطاء تُفهَم كجزء أساسي من عملية النمو والتطور، وخلال تلك الأخطاء يكتسب الإنسان خبرات جديدة تعزز من قدرته على التصرف بحكمة في المستقبل.
من الرغبة إلى المبادرة:
أخيراً، تتحول الرغبة تحت مظلة الرواقية إلى مبادرة. الرغبات والأهداف لا تبقى أحلامًا خيالية بل تتحول إلى أعمال فعلية تساهم في تحقيق الإنجازات. يُحوّل الرواقي الرغبات إلى طاقة دافعة للقيام بمبادرات تجسد تلك الأهداف على أرض الواقع.
باختصار، الرواقي هو الشخص الذي يتمكن من قلب المعاوقات إلى فرص، والألم إلى قوة، والندم إلى دروس، والطموح إلى إنجازات. وهذا النهج يمكن أن يساعد الإنسان على تحقيق حياة متوازنة ومليئة بالسلام الداخلي والنجاح العملي.
Sign in to cast the vote