تكمن الحكمة في التجربة والخطأ
تكمن الحكمة في مقولة نسيـم نيكولاس طالـب في تقديمه لمفهوم جديد يتحدى الفكرة التقليدية عن المعرفة والمهارات. يقول طالـب أن النظام الذي يستخدم “التجربة والخطأ” يتفوق على النظام الذي يعتمد فقط على المعرفة، وذلك بسبب أهمية التحدب (Convexity). لفهم هذا القول، يجب علينا أولاً أن نفهم ما يعنيه التحدب وكيف يؤثر على العملية التعليمية واتخاذ القرارات.
مفهوم التحدب
التحدب في الأطر المالية والعلمية يشير إلى العلاقة التي تكون فيها المكاسب الممكنة أكبر بكثير من الخسائر الممكنة. بمعنى آخر، التحدب يحدث عندما تكون الفوائد الناتجة عن المحاولات الإيجابية تفوق بكثير الأضرار الناتجة عن المحاولات السلبية. عندما نحاول مرارًا وتكرارًا، قد نفشل في بعض المرات، لكن النجاح في مرة واحدة قد يكون كافياً لتجاوز الخسائر المتراكمة.
أهمية التجربة والخطأ
العملية التي تعتمد على “التجربة والخطأ” تمنح الناس الفرصة للتعلم من أخطائهم وتطوير معرفتهم بطريقة عملية. بدلاً من الاعتماد فقط على المعرفة النظرية أو المعلومات المجردة، يمكن للأفراد الذين يستخدمون التجربة والخطأ أن يكتسبوا فهمًا أعمق وأكثر واقعية للتحديات التي يواجهونها. هذه الطريقة تمنحهم القدرة على التكيف والتغيير بناءً على نتائجهم الفعلية، وليس بناءً على فرضيات نظرية فقط.
على سبيل المثال، رائد الأعمال الذي يجرب أفكارًا جديدة ويتحمل مخاطر يتعلم بسرعة كبيرة بسبب مواجهته لمواقف حقيقية. قد يواجه الفشل عدة مرات، لكن كل فشل يمنحه درسًا جديدًا. وفي النهاية، قد يصل إلى فكرة ناجحة تفوق بكثير أي خسارة سابقة، مما يعكس مفهوم التحدب الذي أشار إليه طالـب.
من جهة أخرى، الشخص الذي يعتمد فقط على المعرفة النظرية قد يكون لديه معلومات واسعة، ولكن عندما يضع تلك المعرفة موضع التنفيذ، قد يفتقر إلى الفهم العملي والدينامية المطلوبة للتكيف مع الأوضاع المتغيرة. هذا يجعله أقل فعالية مقارنة بمن يعتمد على التجربة والخطأ.
في نهاية المطاف، يجسد قول نسيـم نيكولاس طالـب أهمية التجربة والخطأ في مواجهة التعقيدات وعدم اليقين في الحياة. فالتعلم من خلال المحاولة والخطأ يوفر ميزة استراتيجية قوية للنجاح والنمو، ويؤكد أن التحدب يمكن أن يكون أكثر أهمية بكثير من المعرفة النظرية البحتة. إنه دعوة للتفكير العملي والمغامرة، ولإدراك أن الفشل يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو النجاح الأكبر.
Sign in to cast the vote