الفرق بين معيار الذهب الزائف والحقيقي: تأريخ وتحليل

الاقتباس من ميلتون فريدمان حول معايير الذهب الزائف والحقيقي

الاقتباس الذي أدلى به ميلتون فريدمان يناقش الفرق بين معيار الذهب الزائف ومعيار الذهب الحقيقي، ويعرب عن معارضته للتدخل الحكومي الواسع للحفاظ على سعر الذهب. لفهم هذه الفكرة بعمق، من المهم أولاً تعريف ما هو معيار الذهب وما يعنيه في النظام الاقتصادي.

تعريف معيار الذهب وأهميته

معيار الذهب هو نظام نقدي تُحدد فيه قيمة العملة بكمية معينة من الذهب. في هذا النظام، يمكن تحويل العملة الورقية إلى ذهب وبالعكس، مما يضمن أن تستند قيمة العملة إلى قيمة الذهب الموجود. هذا النظام كان قد استُخدم في العديد من البلدان في القرنين التاسع عشر والعشرين قبل أن يتم التخلي عنه لصالح أنظمة نقدية أخرى.

فهم معيار الذهب الزائف

معيار الذهب الزائف، وفقًا لميلتون فريدمان، هو نظام يحاول الحكومة من خلاله الحفاظ على سعر الذهب بشكل مصطنع عبر تدخلات متعددة في السوق. هذا النوع من النظام لا يعتمد على القوة الطبيعية للسوق والعرض والطلب، بل يُسيطر عليه عبر سياسات حكومية قد تكون مصحوبة بتكاليف اقتصادية عالية واختلالات في السوق.

موقف فريدمان من التدخل الحكومي

معارضة فريدمان للتدخل الحكومي في السوق تتماشى مع فلسفته الاقتصادية الليبرالية التي تؤمن بأن السوق يجب أن تكون حرة من التدخلات الحكومية لتعمل بكفاءة. برأيه، التدخل الحكومي في سعر الذهب يؤدي إلى نتائج غير مرضية ويُعطل الديناميكية الطبيعية للسوق.

نظام معيار الذهب الحقيقي

فريدمان يزيد على ذلك بأن نظام معيار الذهب الحقيقي الذي يعتمد على العرض والطلب الطبيعيين للذهب هو أكثر استقرارًا ويتيح للسوق تصحيح نفسها ذاتيًا دون الحاجة لسياسات تقييدية أو تدخلات من الحكومة. في أطر نظام معيار الذهب الحقيقي، يمكن للسوق تحديد سعر الذهب بناءً على التوازن بين العرض والطلب، مما يجعله أكثر توازنًا وأقل عرضة للفقاعات الاقتصادية التي يمكن أن تنشأ بسبب التدخلات الحكومية.

بالتالي، يمكننا أن نستخلص أن فلسفة فريدمان في الاقتصاد تركز على تقليل الدور الحكومي في التحكم بالأسواق، معتبرًا أن تدخل الحكومة يغلف مفهوم معيار الذهب بحالة من الزيف والتجزئة، مما يجعل النظام أقل فعالية واستدامة على المدى الطويل.