يتحدث جوزيف ستيجليتز
، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، عن نظرية “التقاطر إلى الأسفل”، وهي نظرية اقتصادية تقول إن تحسين وضع الأغنياء وأصحاب الشركات الكبرى سيفيد في النهاية الطبقات الوسطى والدنيا من المجتمع عبر تقاطر الثروة من الأعلى إلى الأسفل.
آراء ستيجليتز بشأن “التقاطر إلى الأسفل”
ستيجليتز يشير إلى أن هذه النظرية ليست إلا “أسطورة”. الاعتقاد بأن إثراء الشركات الكبرى سيؤدي بالضرورة إلى فوائد اقتصادية لبقية المجتمع ليس دقيقاً. وبدلاً من ذلك، يجادل بأن السياسات التي تركز فقط على تحقيق الثراء للشركات والطبقات العليا لن تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي للطبقات الدنيا والمتوسطة.
ويستخدم ستيجليتز الشراكة العابرة للمحيط الهادئ (TPP) كمثال على ذلك. هذه الشراكة التجارية تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول المشاركة، ولكنها في الواقع تميل إلى تحقيق فوائد أكبر للشركات الضخمة والعابرة للحدود، بينما تظل الفوائد التي تعود على العمال العاديين والطبقات الفقيرة محدودة وبعيدة عن المرجو.
تحليل ستيجليتز للمشاكل الاقتصادية
المشاكل التي يرى ستيجليتز أنها تكمن في هذه الاتفاقيات الاقتصادية هي أنها تركز على تحرير التجارة بطريقة تفيد الشركات الكبرى أكثر من الطبقات العاملة. وعلاوة على ذلك، فإن هذه السياسات تُمكن هذه الشركات من تعظيم أرباحها على حساب أجور العمال وحقوقهم وبيئتهم المعيشية.
ويضيف ستيجليتز أن تعزيز النمو الاقتصادي يجب أن يكون أكثر شمولية، بحيث تستفيد جميع فئات المجتمع. يجب أن تكون هناك سياسات تهدف إلى تحسين الخدمات العامة كالتعليم والصحة والبنية التحتية، فضلاً عن تعزيز حقوق العمال وضمان عدالة توزيع الثروة.
اقتراحات ستيجليتز لتحقيق الاقتصاد الشامل
من الواضح أن الرؤية التي يقدمها ستيجليتز تتطلب إعادة النظر في السياسات الاقتصادية التي تركز حصرياً على تحرير الأسواق ودعم الشركات الكبرى. بدلاً من ذلك، يدعو إلى نهج أكثر توازنًا يضمن فوائد اقتصادية للجميع، لا سيما الطبقات الوسطى والدنيا. في الختام، يبرز ستيجليتز أهمية وضع سياسات اقتصادية تجعل الفوائد مشتركة وعادلة، مما يقلل من الفجوة الاجتماعية ويعزز الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.
Sign in to cast the vote