لا أرى أي سِحر في صناديق التحوط

مقال: جون سي. بوجل ورؤيته حول صناديق التحوط

جون سي. بوجل، مؤسس شركة فانجارد ورائد صناديق الاستثمار المتداولة، كان دائماً يسخر من التعقيدات المالية والتجاوزات المرتبطة بالاستثمار في صناديق التحوط. عندما يقول “لا أرى أيّ سِحرٍ في صناديق التحوّط”، يعبر بوجل عن رؤيته القاطعة حول هذه الأدوات المالية المعقدة والتي غالبًا ما يتعذر على المستثمر العادي فهمها بشكل كامل.

صناديق التحوط: استثمارات معقدة تحت المجهر

صناديق التحوط تعتبر أحد أنواع الاستثمار التي تستخدم استراتيجيات مالية معقدة بهدف تحقيق أعلى عائد ممكن في أقرب وقت. تشمل هذه الاستراتيجيات استخدام الرافعة المالية، البيع على المكشوف، وتداول المشتقات المالية. من الناحية النظرية، قد يبدو هذا النوع من الاستثمار جذاباً بسبب احتمالية تحقيق أرباح ضخمة في وقت قصير.

نقد بناء: جون سي. بوجل وصناديق التحوط

لكن بوجل كان ناقداً شديداً لصناديق التحوط لعدة أسباب. أولاً، الرسوم المرتفعة ترتبط عادة بإدارة هذه الصناديق. رسوم الإداراة قد تصل إلى 2% من الأصول المدارة بالإضافة إلى 20% من الأرباح، مما يقلل من العوائد الفعلية التي يحصل عليها المستثمرون. بوجل كان مؤمناً بأن تكاليف الاستثمار يجب أن تكون منخفضة لتزيد من العوائد الصافية.

ثانياً، الشفافية وعدم القدرة على التنبؤ هما مشكلتان رئيسيتان في صناديق التحوط. الكثير من صناديق التحوط تقوم بالاستثمار في مجموعة واسعة من الأصول والتي قد تشمل أسواق مالية غير تقليدية وذات مخاطر عالية. هذا يجعل فهم المستثمر ومتابعته لاستثماراته أمرًا صعبًا ومعقدًا. ذلك يتنافى مع مبدأ بوجل الأساسي الذي يعزز الاستثمار البسيط والشفاف.

ثالثاً، الأداء الفعلي لصناديق التحوط غالباً ما يكون مُبالغًا فيه. العديد من الدراسات والأبحاث أثبتت أن صناديق التحوط لا تتفوق على الأسواق بشكل مستدام على المدى الطويل. بوجل كان دائماً يدعو للاستثمار في صناديق المؤشرات التي تتبع أداء السوق الكلي وتحقق عوائد مطردة بأقل قدر من المخاطر والتكاليف.

في النهاية، بوجل كان مؤمنًا بالفلسفة البسيطة والفعالة التي تقضي بالاستثمار في الأسواق الأمنية بشكل مباشر ومن خلال أدوات مالية منخفضة التكاليف وعالية الشفافية. بالنسبة له، كانت صناديق التحوط تتعارض مع جميع هذه المبادئ. لذلك، عند قوله “لا أرى أيّ سِحرٍ في صناديق التحوّط”، بوجل كان يشدد على أن النجاح في الاستثمار لا يستدعي اعتماد استراتيجيات معقدة ومكلفة، بل يمكن تحقيقه من خلال البساطة والانضباط.