تصريحات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
تأتي في سياق نقاش مستمر حول تنظيم القطاع المالي. من خلال هذه التصريحات، يشدد باول على أهمية إجراء تعديلات للتنظيم بهدف زيادة فعاليته وكفاءته. لكنه يؤكد في الوقت نفسه على ضرورة أن تكون هذه التعديلات دون المساس بسلامة النظام المالي واستقراره أو تقويض الأهداف العريضة للسياسات الاحترازية الكلية.
البنود الرئيسية في تصريحات باول
تستند إلى توازن دقيق. فعندما يتحدث عن “تعزيز نجاعة وفعالية التنظيم”، يشير إلى ضرورة أن تكون القواعد المنظمة للقطاع المالي مرنة وقادرة على التكيف مع التغيرات الديناميكية في الأسواق المالية والتكنولوجية. يعتبر أن الإجراءات الروتينية والبيروقراطية قد تحتاج إلى مراجعة للتأكد من أنها لا تعيق الابتكار أو التقدم.
من جهة أخرى، يشدد باول على أن أي تعديلات يجب أن تكون “دون التضحية بالسلامة والإستقرار”. هذه العبارة تعكس التزامًا صارمًا بعدم التنازل عن معايير الأمان والضوابط التي تُبقي النظام المالي محصناً ضد الأزمات. تتمثل السلامة هنا في ضمان أن المؤسسات المالية تحتفظ بقدر كافٍ من رأس المال وقدرة على الصمود أمام الصدمات الاقتصادية.
كما يؤكد باول ضرورة عدم “تقويض أهداف السياسة الاحترازية الكلية”، المعروفة أيضًا بالسياسات الاحترازية الشاملة. هذه السياسات تهدف إلى تقييم ومراقبة المخاطر النظامية التي قد تؤثر على النظام المالي ككل، وليس فقط على المؤسسات الفردية. أي تهاون في هذا الجانب يمكن أن يؤدي إلى تجميع المخاطر وانفجارها في شكل أزمات مالية كبيرة.
بذلك، تبرز تصريحات باول الحاجة إلى الإصلاح المدروس والمتوازن. وبينما يدعو إلى التحديث والابتكار في السياسات التنظيمية، يظل محافظة على الأطر التي تضمن الاستقرار والسلاسة في الأسواق المالية. والهدف النهائي من هذا التوازن هو خلق بيئة مالية أكثر أمانًا ونموذجًا اقتصاديًا قادرًا على مواجهة التحديات المستقبلية بكفاءة وفعالية.
Sign in to cast the vote