الإخفاقات في التشغيل:
تشير الإخفاقات في التشغيل إلى الطريقة التي كانت تدار بها هذه الأسواق. كانت العقود تُبرم عادةً بشكل مباشر بين الأطراف المختلفة دون وسيط مركزي أو غرفة مقاصة لتسوية هذه الصفقات. هذا النقص في الشفافية والمركزية جعل من الصعب تحديد المخاطر ومن ثم إدارة التعرضات بفعالية.
الإخفاقات في التنظيم:
أما بالنسبة للتنظيم، فكانت القوانين والتشريعات الناظمة لتلك الأسواق إما قديمة وغير مناسبة لحجم وتعقيد التداولات الحديثة، أو غير موجودة بالأساس. عدم وجود إطار تنظيمي واضح أو فعال كان يعني أن هناك العديد من الأنشطة التي تتم دون مراقبة صارمة، مما أدى إلى تفاقم الأزمات المالية عند حدوثها.
الإخفاقات في المراقبة:
المراقبة، بالإضافة إلى التنظيم، تعتبر من أهم الأدوات لضمان استقرار النظام المالي. إنّ الإخفاق في المراقبة يتضح في الحالة التي لم تُتخذ فيها إجراءات وقائية ضد المخاطر المتزايدة في النظام المالي، مما ترك الأسواق عرضة للصدمات الكبيرة. كانت وكالات الرقابة والإشراف غير مجهزة بشكل كافٍ لرصد التهديدات النظامية الكامنة في تلك الأسواق.
لقد بينت الأزمة المالية العالمية أن هذه الإخفاقات جميعها تفاعلت وتسببت في انهيار نظامي داخل القطاع المالي، ما أدى إلى نتائج كارثية على الاقتصاد العالمي. الاستجابة لهذه الأزمة شملت مراجعات شاملة للتنظيم والإشراف على هذه الأسواق، بهدف تحسين الشفافية وتقليل المخاطر النظامية.
في النهاية، يبرز تصريح جيروم باول الحاجة الملحة لتحسين العمليات التشغيلية، التنظيمية، والرقابية في أسواق المشتقات خارج البورصة لضمان استقرار القطاع المالي ومنع تكرار الأزمات المشابهة في المستقبل.
Sign in to cast the vote