“حذف عبارة ‘أكبر من أن يفشل’: تأثيره على النظام المالي العالمي”

تصريح جيمي ديمون حول عبارة “أكبر من أن يفشل”

في تصريح حديث، قال جيمي ديمون، المدير التنفيذي لشركة جي بي مورغان تشيس، إن عبارة “أكبر من أن يفشل” يجب أن تُحذف من قاموسنا. هذه العبارة التي تُستخدم غالبًا للإشارة إلى الشركات الكبرى، خصوصًا في القطاع المالي، والتي يُعتقد أنها إذا واجهت مشكلات مالية يمكن أن تؤدي إلى انهيار النظام المالي برمته.

سياق التصريح والنقاش الحالي

يأتي هذا التصريح في سياق نقاش مستمر حول دور الشركات الكبرى في الاقتصاد ومدى تأثير فشلها على النظام المالي العالمي. تاريخيًا، بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008، أصبحت هذه العبارة شائعة للإشارة إلى بنوك وشركات تم إنقاذها بحزم إنقاذ مالية ضخمة من الحكومات لتجنب انهيار اقتصادي أشمل.

يرى ديمون أن استخدام هذه العبارة يخلق ثقافة الاعتماد على الدعم الحكومي ويضعف من مسؤولية الشركات الكبرى في إدارة مخاطرها بشكل جيد. باختصار، وجود هذا المفهوم قد يشجع سلوكيات غير مسؤولة تعتمد على فكرة أن الحكومة ستتدخل دائمًا لإنقاذ المؤسسات الكبيرة إذا واجهت مشكلات.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي هذا المفهوم إلى تحيزات في الأسواق المالية، حيث يفترض المستثمرون والعملاء أن الشركات الكبرى مأمونة من الفشل وبالتالي يمكن الاستثمار فيها أو التعامل معها بدون خوف من المخاطر الكبيرة. هذا يمكن أن يقلل من التنافسية ويزيد من التركيز السوقي لعدد قليل من الشركات الضخمة على حساب الشركات الصغيرة والمتوسطة.

فحوى وجهات النظر المتناقضة

من جهة أخرى، يرى بعض الخبراء أن حذف عبارة “أكبر من أن يفشل” يحتاج إلى تغييرات جذرية في السياسات المالية والاقتصادية، بما في ذلك تعزيز إجراءات الرقابة والتنظيم على الشركات الكبرى لضمان أنها تعمل ضمن إطار منضبط ومسؤول. يعني هذا أنه بدلاً من الاعتماد على التدخل الحكومي كحل أخير، يجب أن تكون هناك أنظمة قوية تمنع الشركات من الوصول إلى نقطة الفشل الكبير في المقام الأول.

في نهاية المطاف، رغم اختلاف الآراء حول كيفية تحقيق ذلك، يبدو أن هناك اتفاق على أن النظام المالي يحتاج إلى إصلاحات تضمن استقراره واستدامته دون الاعتماد على فكرة أن هناك شركات “أكبر من أن تفشل”. يتطلب هذا جهودًا مشتركة من الحكومات، الشركات والأسواق لتحقيق هذا الهدف وضمان اقتصاد أكثر عدلاً واستدامة.