تصريح جيمي ديمون:
“سألتني ابنتي عندما عادت للبيت من المدرسة: ‘ما هي الأزمة المالية؟’ فأجبتها بأنها شيء يحدث كل خمس إلى سبع سنوات.”
يثير تصريح جيمي ديمون:
الرئيس التنفيذي لشركة جي بي مورغان تشيس، تأملات عدة حول طبيعة النظام المالي العالمي ودوريته. فمن خلال إجابته البسيطة والمباشرة على سؤال ابنته، يقدم ديمون رؤية شاملة لأحد أكثر الظواهر تعقيداً وإثارة للقلق في الاقتصاد العالمي.
الأزمة المالية:
هي فترة من الاضطراب في الأسواق المالية، تتجسد في انخفاض حاد في قيم الأصول المالية والأوراق المالية، ومعها قد يحدث انهيار للمؤسسات المالية أو الحاجة إلى دعم حكومي للحيلولة دون انهيارها. ما يجعل تصريح ديمون جديراً بالملاحظة هو تأكيده على الطابع الدوري للأزمات المالية، وأنها ليست حوادث نادرة أو غير متوقعة بل هي جزء من دورة اقتصادية مستمرة.
الدورات الاقتصادية:
- غالباً ما تتبع الأزمات فترات من النمو الاقتصادي السريع والتوسع الائتماني، حيث يزداد الاقتراض والاستثمار بمعدلات تفوق النمو الحقيقي للاقتصاد مما يؤدي إلى فقاعة أصولية تنفجر في نهاية المطاف.
السياسات النقدية والمالية:
- تغيرات السياسات النقدية مثل رفع أسعار الفائدة أو تغيرات السياسات المالية يمكن أن تخلق تقلبات قوية في الأسواق المالية قد تتحول إلى أزمة.
النفسية الجمعية للمستثمرين:
- التغيرات في معنويات المستثمرين توقعاتهم قد تساهم في تضخم الفقاعات المالية ثم انهيارها، وهي عملية تتكرر بفعل الطبيعة البشرية.
فضلاً عن هذا، يشير تصريح ديمون إلى أهمية الوعي المالي والتخطيط للمدى البعيد. فبدلاً من التعامل مع الأزمات على أنها مفاجآت غير متوقعة، ينبغي على الحكومات والمؤسسات المالية وحتى الأفراد اعتماد سياسات واستراتيجيات تتيح لهم التعامل مع تلك الفترات بشكل أكثر كفاءة وأقل خسارة.
كما يبرز أهمية التعليم المالي، ليس فقط في إطار المدارس والجامعات، بل في الحياة اليومية، حتى يستطيع الأفراد فهم طبيعة الأزمات المالية والتخطيط المالي الشخصي للتعامل معها.
في الختام، يمكن القول أن تصريح جيمي ديمون ليس مجرد إجابة لطفلة، بل هو تذكير للجميع بأن الأزمات المالية جزء لا يتجزأ من النظام الاقتصادي العالمي، وأن التعامل معها بوعي واستعداد يمكن أن يخفف من آثارها السلبية..
Sign in to cast the vote