تصريح جي بي مورغان “الذهب هو المال. الباقي ائتمان.”
تأثير الذهب في النظام المالي
لفهم هذا التصريح، يجب أن ننظر إلى الدور التاريخي والمستمر للذهب في الاقتصاد العالمي وكيف ينظر إليه كمرجع ثابت للقيمة مقابل الأدوات المالية الأخرى.
الذهب كمال
منذ العصور القديمة، اعتمد البشر على الذهب كوسيلة للتبادل والتخزين للقيمة. الذهب ليس فقط معدنًا نادرًا وجميلًا، ولكنه يتميز أيضًا بخصائص فيزيائية وكيميائية تجعله مقاومًا للتلف والتآكل.
وعلى مر التاريخ، كانت العملات النقدية مرتبطة بقيمة الذهب من خلال نظام المعيار الذهبي. في هذا النظام، كانت القيمة النقدية للعملة تستند إلى كمية معينة من الذهب، مما يعزز الثقة في استقرار قيمتها.
حتى بعدما تم التخلي عن المعيار الذهبي في القرن العشرين، ما زال الذهب يحتفظ بمكانته كملاذ آمن ومستودع للقيمة في أوقات الأزمات المالية.
ومن هذا المنطلق، عندما قال جي بي مورغان “الذهب هو المال”، كان يشير إلى الذهب كمقياس ثابت للقيمة ومصدر رئيسي للاستقرار في عالم مالي مترنح.
الائتمان كصورة بديلة للقيمة
في السياق ذاته، يشير جي بي مورغان إلى أن كل شيء آخر هو ائتمان. بمعنى أن أي شكل آخر من المال، سواء كان عملات نقدية، أوراق مالية، أو غيرها من أدوات الدين المالي، يعتمد في قيمته على الثقة والاعتماد في النظام المالي أو المُصدر.
الائتمان هو اتفاق بين الأطراف يعتمد على الإيمان بأن الدين سيتم سداده في المستقبل. يتم ضخ السيولة النقدية في الأسواق من خلال الإقراض والاقتراض، مما يعزز النمو الاقتصادي.
عندما تهتز الثقة في النظام المالي، يمكن أن يحدث انهيار اقتصادي. في حين أن الذهب، بصفته ملكية مادية وقيمة ثابتة، يعتبر ملاذًا آمنًا في مثل هذه الأوقات.
الفجوة بين الذهب والائتمان
تصريح مورغان يجسد الفجوة بين القيمة الذاتية للذهب والقيمة النسبية للأدوات المالية الأخرى التي تعتمد بشكل كبير على الثقة وأسواق الائتمان. يساعد فهم هذا التصريح على إدراك أهمية الاستقرار الاقتصادي وكيفية حماية المدخرات والأصول في وجه التقلبات المالية والأزمات الاقتصادية.
Sign in to cast the vote