أهمية الديمقراطية في بناء مؤسسات دولية قوية

يشير جورج سوروس في اقتباسه إلى فكرة محورية تتعلق بالديمقراطية ودورها في بناء مؤسسات دولية قوية وفعالة. وفقًا لسوروس، الديمقراطية تمنح الحكومات شرعية مستمدة من إرادة الشعب، مما يعني أن القرارات المتخذة تحت ظل الحكومات الديمقراطية تعكس بشكل مباشر رغبات وآمال المواطنين.

إذا قرر الناس أنهم يرغبون في إنشاء مؤسسات دولية للتعاون وحل المشكلات العالمية، يمكنهم تحقيق ذلك من خلال الهيئات المنتخبة التي تمثلهم. هذه الفكرة تستند إلى مبدأ أساسي في الديمقراطية يتمحور حول سيادة الشعب، حيث يكون للشعب الكلمة الفصل في اتخاذ القرارات المصيرية.

خلق مؤسسات دولية فعالة يتطلب التعاون بين الدول، ولكن هذا التعاون يجب أن يكون مبنيًا على الأسس الديمقراطية لتكون هذه المؤسسات شرعية ومعترف بها من كافة الأطراف. مثلاً، يمكن للدول الديمقراطية أن تتعاون عبر منظمة الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية الأخرى لتعزيز السلام، حقوق الإنسان، والتنمية المستدامة.

في الأنظمة غير الديمقراطية، يمكن أن تجد القرارات الدولية مقاومة أو عدم قبول من الشعوب لأن الحكومات لا تعكس إرادتهم. من هنا تأتي أهمية الديمقراطية في بناء مؤسسات دولية تستطيع معالجة التحديات العالمية بشكل فعال ومستدام، حيث تكون هذه المؤسسات محط ثقة ودعم من شعوب الدول الأعضاء.

ويشير سوروس أيضًا إلى أن الديمقراطية تتيح النقاش المفتوح والنقد البنّاء، مما يمنح الحكومات فرصًا أفضل لتطوير سياسات تراعي مختلف الآراء والمصالح. في النهاية، وجود مؤسسات دولية مبنية على المبادئ الديمقراطية يمكن أن يسهم في بناء نظام عالمي أكثر عدلاً واستقرارًا، حيث يكون للشعوب دور فاعل في تحديد مصيرهم ومصير مجتمعاتهم.

ببساطة، سوروس يرى في الديمقراطية المفتاح نحو خلق نظام دولي يستطيع مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه البشرية، بدءًا من التغير المناخي وصولًا إلى الأزمات الإنسانية والصراعات الدولية. تحقيق هذا الهدف يتطلب إرادة سياسية قوية ودعم شعبي واسع، وهو ما يمكن تحقيقه فقط من خلال الأنظمة الديمقراطية.