الحكمة والبصيرة في عالم الأعمال
في عالم الأعمال والاستثمارات، تشكّل الحكمة والبصيرة أصولاً قيّمة. من بين الشخصيات البارزة التي تمتلك هذه الصفات، يأتي تشارلي مانغر، شريك وارن بافيت في شركة بيركشاير هاثاواي، بآرائه الصريحة والمدروسة. أحد تصريحاته الشهير هو: “أحاول التخلص من الأشخاص الذين يجيبون دائمًا بثقة على الأسئلة التي ليس لديهم أي معرفة حقيقية بها.”
قيمة المعرفة والصدق
هذه العبارة تختزن في طياتها درسًا عميقًا حول قيمة المعرفة والصدق في التعامل مع الأمور. في السياق العام، كثيراً ما نلتقي بأشخاص يبدون ثقة كبيرة في أنفسهم، ولكنهم يفتقرون إلى الخلفية العميقة والمعلومات الدقيقة التي تدعم آرائهم. هذه الظاهرة تُعرف باسم “تأثير دانينغ–كروغر”، حيث يميل الأفراد ذوي الكفاءة المنخفضة إلى المبالغة في تقدير مهاراتهم.
أهمية الصدق الفكري والتواضع
مانغر يشير إلى مسألة بالغة الأهمية في بيئة العمل والقيادة، وهي أهمية الصدق الفكري والتواضع. عندما يعتمد القادة على أشخاص يدّعون المعرفة بشكل غير صحيح، فإنهم يخاطرون باتخاذ قرارات مستندة إلى معلومات غير دقيقة أو غير موثوقة. هذا يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية على مستوى الشركات والمؤسسات.
تعزيز ثقافة التعلم المستمر
تكمن الحكمة في قول مانغر في تفضيل الأشخاص الذين يعترفون بحدود معرفتهم ولا يخشون من قول “لا أعلم”. هؤلاء الأشخاص يميلون إلى أن يكونوا أكثر تفكيراً ويميلون إلى البحث بجدية عن الإجابات الصحيحة، بدلاً من اعتمادهم على الثقة الخادعة.
على المستوى الشخصي، قد يكون من المُجدي لنا جميعاً أن نتبنى قليلاً من هذا المبدأ في حياتنا اليومية. بدلاً من التظاهر بأننا نعرف كل شيء، يمكننا أن نكون أكثر صدقاً مع أنفسنا ومع الآخرين بشأن ما نعرفه حقاً وما يجب أن نتعلمه بعد.
الأمر الآخر الذي يمكن استخلاصه من قول مانغر هو تشجيع ثقافة التعلم المستمر والتحسين الذاتي. إن الاعتراف بجهلنا في بعض الأمور يمكن أن يكون دافعاً لنا للبحث والتعلم، مما يجعلنا في نهاية المطاف أشخاصاً أكثر كفاءة وفعالية في مجالاتنا المختلفة.
في الختام، يمكننا أن نستفيد جميعاً من حكمة تشارلي مانغر ونطبقها في حياتنا اليومية والعملية. الابتعاد عن الأشخاص الذين يملؤون الفراغات بالثقة الخادعة، والسعي نحو الحقيقة والمعرفة الحقيقية، يمكن أن يجعلنا أفراداً أفضل ويسهم في بناء مؤسسات أكثر نجاحاً واستدامة.
Sign in to cast the vote