تعادل الإدارة الفعّالة في عالم الأعمال الحديث: “اختر الموظفين المناسبين ثم افسح لهم المجال”

 

تعادل الإدارة الفعّالة في عالم الأعمال الحديث

القدرة على اختيار الموظفين المناسبين ومنحهم الحرية الكافية لتحقيق النجاح هو جوهر توازن الإدارة الفعّالة في العصر الحالي. الجملة الشهيرة لرجل الأعمال المكسيكي كارلوس سليم: “Choose the right employees and then set them loose” التي تُرجمَت إلى العربية على النحو التالي: “اختر الموظفين المناسبين ثم افسح لهم المجال”، تلخص ببراعة هذه الفكرة.

 

اختيار الموظفين المناسبين

عندما نتحدث عن اختيار الموظفين المناسبين، يحتاج المرء إلى التعرف بدقة على المهارات والكفاءات التي يتمتع بها الأفراد. تكون الخطوة الأولى في هذا السياق هي عملية التوظيف التي يجب أن تكون منصفة وشاملة، تشمل تقييم خلفيات المتقدمين، مهاراتهم الشخصية والمهنية، ومدى توافق رؤيتهم مع رؤية الشركة.

 

توفير الحرية للموظفين

بعد عملية الاختيار الدقيقة، يأتي دور توفير البيئة المثلى للموظفين المختارين للعمل بحرية. ولهذا، يتطلب الأمر من القادة والثقة الكبيرة بفريق العمل. الإفصاح عن الثقة يُعزز من قوة الابتكار والإبداع لدى الموظفين، مما يقود بشكل طبيعي إلى نتائج إيجابية ومبهرة.

 

التوازن المثالي

لكن، هذه الحرية ليست مطلقة دون قواعد. بل يجب أن تكون موجهة ومدعومة برؤية واضحة وأهداف محددة. يُعزز ذلك من الشعور بالمسؤولية لدى الموظفين، ويجعلهم أكثر التزامًا بتحقيق الأهداف المشتركة. يكون الدور الأساسي للإدارة في هذا الإطار هو تقديم التوجيه والدعم اللازمين بدلاً من السيطرة المباشرة والإشراف المملِّ.

أثبتت العديد من الدراسات أن توفير الحرية للموظفين يساهم في زيادة إنتاجيتهم، ويعزز من رضاهم الوظيفي، ما ينعكس بدوره على تحقيق أهداف المؤسسة بفعّالية أكبر. يحتاج الموظفون إلى الشعور بالثقة فيما يقومون به، وبأنهم يُقدرون على أساس كفاءاتهم وإبداعهم وليس فقط عبر تنفيذ أوامر محددة.

من منظور آخر، فإن افساح المجال للموظفين يمكن أن يكشف عن قيادات جديدة غير متوقعة داخل الشركة. عندما يعمل الموظفون بحرية ويُتاح لهم التعبير عن أفكارهم الإبداعية، يمكن أن يظهر بينهم قادة محتملون يُمكن الاعتماد عليهم في المستقبل.

في الختام، فإن التوازن بين اختيار الموظفين المناسبين ومنحهم الحرية المدروسة هو المفتاح لتحقيق النجاح المؤسسي. يتطلب الأمر قدرًا كبيرًا من الثقة المتبادلة والتفهم والدعم المتواصل. عند تحقيق هذا التوازن، يمكن للشركات أن تستفيد بشكل غير متوقع من كفاءات وطاقات موظفيها، مما يقود إلى تحقيق نتائج مذهلة ومستدامة.

شارك المقال مع أصدقائك

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram

Leave a Reply