في الاقتباس الشهير للخبير الاقتصادي بن برنانكي
.
، أشار إلى مسألة حساسة تتعلق بالتضخم وأثره على الاقتصاد. على الرغم من أن التضخم المنخفض يُعتبر على العموم أمرًا جيدًا، إلا أن هناك جانبًا آخر للحقيقة يتمثل في المخاطر التي يمكن أن يُشكلها التضخم المنخفض جدًا، خاصة في فترات ضعف الاقتصاد.
في الظروف العادية
، يُعدُّ التضخم المعتدل إشارةً إيجابية تُشير إلى نمو اقتصادي مستدام. يعزز التضخم المنخفض القوة الشرائية للعملة ويتيح للمستهلكين والشركات التخطيط للمستقبل بثقة أكبر. كما يُساهم في تحقيق استقرار الأسعار ومنع التقلبات الكبيرة التي يمكن أن تلحق ضررًا بالاقتصاد.
عندما يكون التضخم منخفضًا جدًا
، قد تظهر تحديات كبيرة. أحد هذه التحديات هو خطر الانكماش، وهو انخفاض مستمر في الأسعار. عندما يتوقع الأفراد والشركات انكماش الأسعار، يمكن أن يؤجلوا قرارات الشراء والاستثمار بانتظار انخفاض أكبر في الأسعار. هذا السلوك يؤدي إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي، ويزيد من صعوبة خروج الاقتصاد من ركود محتمل.
علاوة على ذلك، في ظل التضخم المنخفض جدًا، يواجه البنك المركزي صعوبة في استخدام السياسات النقدية التقليدية لتحفيز الاقتصاد. فعند انخفاض أسعار الفائدة إلى مستويات قريبة من الصفر، تصبح الأدوات التقليدية مثل خفض الفائدة غير فعالة إلى حد كبير. وهذا يعني أن البنك المركزي يحتاج إلى اللجوء إلى تدابير غير تقليدية مثل التيسير الكمي، والتي قد تكون أقل فعالية وأكثر تعقيدًا في التنفيذ.
كما أن التضخم المنخفض جدًا يمكن أن يزيد من أعباء الديون على الأفراد والشركات والحكومات. عندما تكون معدلات التضخم منخفضة، تبقى قيمة الديون الحقيقية عالية، وهذا يمكن أن يؤثر سلبًا على القدرة على السداد ويزيد من مخاطر التعثر.
من هنا، نجد أن التوازن بين التضخم والانكماش أمرٌ حيوي لصحة الاقتصاد. على الرغم من أن هناك فوائد واضحة للتضخم المنخفض، فإن الإفراط في تحقيق هذا الهدف قد يُدخل الاقتصاد في حالة من الركود العميق ويزيد من التحديات التي تواجه صناع السياسات.
في النهاية، يُلقي اقتباس بن برنانكي الضوء على ضرورة الحذر وتحقيق توازن متوازن في معدل التضخم. البقاء في هذا التوازن يتطلب سياسات اقتصادية دقيقة ومرنة تتيح الاستجابة السريعة للتغيرات في الاقتصاد الوطني والعالمي.
Sign in to cast the vote