يتناول ألفريد مارشال في اقتباسه مفهومًا مهمًا حول طبيعة التعلم والفهم الحقيقي للمشاكل الاقتصادية.
يبدأ بالاعتراف أن بعض المصطلحات والرسوم البيانية قد تنفر بعض القراء، وتخلق لديهم انطباعًا خاطئًا بأنهم قد تمكنوا من فهم وحل المشاكل الاقتصادية العويصة.
ومع ذلك، يُشير مارشال إلى أن تعلم اللغة والمفاهيم التي يمكن من خلالها التعبير عن هذه المشاكل ليس كافيًا. فهذا التعلم هو مجرد وسيلة – أو آلية – للتعامل مع المشاكل، وليس الفهم الفعلي لأصولها.
يُلمح مارشال إلى
أن هذه المعرفة السطحية، التي تقتصر على المصطلحات والنماذج البيانية دون دراسة الظروف الحقيقية والمحددة لكل مشكلة، تفتقر إلى القيمة الحقيقية. يشبه ذلك برافعة تُستخدم لحفر آبار النفط في مكان لا يحتوي على نفط، وهنا تكمن السخرية؛ الجهد والمعرفة التقنية موجودة، ولكنها تفتقر إلى التطبيق الصحيح في الواقع.
تستوجب هذه الرؤية من القراء والممارسين الاقتصاديين
تجاوز حدود الألفاظ والمفاهيم النظرية، والتعمق في الواقع العملي. فهم المطالب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتفاعلاتها في السياق الفعلي هو ما يُمكّن من استغلال الأدوات النظرية بكفاءة. فالممارسات العملية التي تعتمد على فهم سطحي أو غير متعمق للظروف تكون غالبًا غير فعّالة، ويمكن تشبيهها بالأدوات التي تستغل في مواقع غير ملائمة.
في النهاية
يُوجه مارشال رسالة واضحة: التحصيل الحقيقي للفهم الاقتصادي لا يتحقق من خلال إتقان المصطلحات والأدوات النظرية فقط، ولكن من خلال الربط بين هذه الأدوات وبين الظروف الواقعية والمتغيرة لكل مشكلة. هذه الدعوة للتعمق والتطبيق العملي تُعد دليلاً للباحثين والممارسين لتحقيق الفعالية والاستفادة الحقيقية من العلوم الاقتصادية.
Sign in to cast the vote