فلسفة الاستقرار والتطوير المهني: دروس من أدينا فريدما

كلمات أدينا فريدما عن الحياة المهنية

رؤية فريدما للمهنية والاستدامة

تعبر أدينا فريدما، الرئيسة التنفيذيّة لبورصة ناسداك، عن فلسفة شخصية تتعلق بإدارة الحياة المهنية في اقتباس مهم لها. تقول فيه: “آمل أن يتعلم الآخرون مني، سواء من الأخطاء التي ارتكبتها أو من الفرص التي أتيحت لي، أو من القرارات التي اتخذتها: على سبيل المثال، عدم ذهابي لتولي العديد من الوظائف المختلفة في العديد من الأماكن المختلفة، ولكن البقاء في مكان واحد لمعظم حياتي المهنية.”

تعكس هذه الكلمات رؤية فريدما العميقة للمهنية والاستدامة في مجال العمل. بدلاً من الانتقال من وظيفة إلى أخرى بحثًا عن التجديد أو التقدم السريع، اختارت البقاء في مكان واحد، حيث أتيحت لها الفرصة للنمو والتطور داخل نفس المنظومة. هذه الاستراتيجية قد تبدو غير مألوفة للبعض في عصرٍ يشجّع على التنقل والتجديد المستمر في مسيرتهم المهنية، لكنها تحمل العديد من المزايا والفرص الفريدة.

فوائد الاستقرار الوظيفي

• أولًا، البقاء في مكان واحد لفترة طويلة يتيح فهمًا أعمق وثابتًا للمنظمة التي يعمل بها الشخص. فمن خلال هذه الخبرة العميقة، يتمكن الموظف من تحقيق تأثير أكبر وتقديم مساهمات ملموسة ومؤثرة على مدى الزمن. هذه العلاقة الطويلة الأمد مع المنظمة تبني الثقة والاحترام المتبادلين، مما يمكّن الموظف من الحصول على فرص النمو والتطوير المهني بشكل أكبر.
• ثانيًا، الاستقرار الوظيفي يمكّن الشخص من بناء شبكة قوية من العلاقات مع الزملاء والقيادات داخل المنظمة. هذه الشبكة لا تقتصر على الدعم المهني، بل تتعدى ذلك لتشمل الدعم الشخصي والفرص الجديدة التي تأتي من خلال الثقة المتبادلة والعلاقات القوية.
• ثالثًا، التأني والتركيز على مكان واحد يتيح للفرد تحسين مهاراته وتجربته في مجالات محددة، مما يؤدي إلى إتقان العمل وزيادة الكفاءة. الزمن الطويل في نفس المكان يوفر للفرد فهمًا دقيقًا لثقافة المنظمة وأهدافها، مما يعزز من قدرته على تحقيق هذه الأهداف بفعالية.

توازن بين الاستقرار والتطوير

لكن، هناك جانب آخر لما تقوله فريدما وهو التعلم من الأخطاء والفرص. هي تؤكد أن استراتيجيتها ليست مثالية بكل تأكيد، لكنها تجسد تجربتها الفريدة وشهادتها على أن النجاحات تأتي أيضًا من الأمانة في مواجهة الأخطاء والتعلم منها. فتحقيق التوازن بين الاستقرار المهني والتطوير الشخصي يعتبر مفتاحًا مهمًا لنجاح أي مسيرة مهنية.

أهمية التفكير الاستراتيجي

في الختام، تظهر فلسفة أدينا فريدما أهمية التفكير الاستراتيجي في اتخاذ قرارات مهنية مستدامة. إنها دعوة مفتوحة للمهنيين للتفكير بعمق حول مسارات عملهم والتركيز على تحقيق النمو من خلال الاستقرار والتعلم المستمر من التجارب، سواء كانت نجاحات أو أخطاء.