آدم سميث، الفيلسوف الاسكتلندي الشهير
يعبر في هذه العبارة عن رؤية عميقة لطبيعة الإنسان والمجتمع. يقول سميث: “أن نشعر بالكثير تجاه الآخرين والقليل تجاه أنفسنا؛ أن نكبح أنانيّتنا ونُمارس مشاعرنا الخيّرة هو ما يُشكّل كمال الطّبيعة البشرية.” هذه العبارة تحمل في طياتها فلسفة إنسانية تعزز من قيم التعاطف والإيثار وتدعونا لإعادة التفكير في دورنا كأفراد داخل المجتمع.
المشاعر والتعاطف
في البداية، يمكننا أن نرى أن سميث كان يؤمن بأن الإحساس بالآخرين هو جزء أساسي من تكوين الإنسان الطبيعي. الشعور بالكثير تجاه الآخرين يعبر عن قدرة الإنسان على التعاطف، وهو الشعور الذي يجعلنا نحس بآلام الآخرين وأفراحهم كما لو كانت تخصنا بشكل شخصي. هذا التعاطف يعمل كجسر يقرب بين الناس ويُسهم في بناء مجتمعات مترابطة، قائمة على التفاهم والتعاون.
نبذ الأنانية
أما الجزء الثاني من العبارة، “والقليل تجاه أنفسنا”، فهو دعوة إلى نبذ الأنانية وتقليل التركيز المفرط على الذات. في عالم اليوم، حيث يُشجعنا الكثير من الثقافة الاجتماعية على التفوق الفردي والنجاح الشخصي، يعيش الإنسان في حالة من الاهتمام المستمر بمصالحه الخاصة على حساب الآخرين. لكن سميث يشير إلى أن كمال الطبيعة البشرية لا يُحقق عبر هذه النزعة الفردية، بل عبر تجاوزها.
تحكم في الأنانية
النقطة التالية تركز على التحكم في الأنانية. كبح أنانيّتنا يتطلب جهدًا ووعيًا ذاتيًا عاليًا. فالإنسان بطبيعته ميال إلى الاهتمام بمصالحه الشخصية، لكن عندما نتحكم في هذه النزعة، نستطيع أن نفتح المجال لممارسة مشاعرنا الخيّرة. الممارسة الفعالة للقيم الإنسانية مثل الإيثار، العدل، والرحمة، هي الطريق للوصول إلى كمال الطبيعة البشرية حسب رؤية سميث.
في النهاية، يُمكننا أن نستنتج أن هذا التصور يمكن أن يكون أساساً لبناء مجتمع أفضل وأكثر تماسكاً. عندما نشعر بالآخرين ونعمل لصالحهم كما نعمل لأنفسنا، وعندما نكبح نزعة الأنانية ونُعزز من مشاعر الخير والمحبة، نكون قد خطونا خطوة كبيرة نحو تحقيق كمال الطبيعة البشرية. من خلال هذه القيم، يمكن أن ننشئ أجيالاً واعية تساهم في بناء مجتمعات أكثر تعاونًا وإنسانية.
Sign in to cast the vote